Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيلة زين العابدين حماد

السيطرة على العالم.. مخطط اليهود الصهاينة!!

A A
لقد كشفت لنا حرب إسرائيل الوحشية على غزة، حكم الصهيونية العالمية للعالم بطريقةٍ عملية، وهذا يُفسّر لنا صمت المجتمع الدولي أمام جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، واختراقها للقانون الدولي، واستخدامها لأسلحة محرّمة دوليًا، ولم تجرؤ دولة غربية أن توقِّع عقوبة واحدة على إسرائيل من آلاف العقوبات التي وُقّعت على روسيا، بسبب عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا!.

ومخطط اليهود للسيطرة على العالم ليس حديث النشأة، فما هو إلا إحياءً لتعاليم التلمود، التي أكَّدت عليها بروتوكولات صهيون، التي كانت من أعمال مؤتمرات زعماء الصهيونية، وكان أولها في مدينة بال بسويسرا عام 1897م برئاسة زعيمهم تيودور هرتزل، واجتمع فيه نحو ثلاثمائة من أعتى حكماء صهيون، كانوا يُمثِّلون خمسين جمعية يهودية، وقرروا فيه خطتهم السرية لاستعباد العالم كله تحت تاج ملك من نسل داود.

وتتلخص خطتهم في محاولتهم السيطرة على السياسة العالمية بالقبض على زمام الصيرفة، ونشر وسائل الفتنة التي تُمهِّد لقلب النظام العالمي، وتُهدّده في كيانه، بإشاعة الفوضى والإباحية بين الشعوب، وتسليط المذاهب الفاسدة والدعوات المنكرة على عقول أبنائه، وتقويض كل دعامة من دعائم الدين أو الوطنية أو الخلق القويم.. والمخطط الصهيوني هذا مستوحى من التلمود؛ إذ جاء فيه: «يجب على كل يهودي أن يبذل جهده لمنع استملاك باقي الأمم في الأرض، لتبقى السلطة لليهود وحدهم.. وإذا تسلَّط غير اليهود، حق لهؤلاء أن يندبوا ويقولوا: يا للعار ويا للخراب».. وجاء فيه أيضًا: «وقبل أن يحكم اليهود نهائيًا؛ باقي الأمم، يلزم أن تقوم الحرب على قدم وساق».

ومن تعاليم تلمودهم أيضًا: «لا يأتي المسيح إلاَّ بعد انتهاء حكم الأشرار الخارجين على دين بني إسرائيل، وحينما يأتي المسيح تطرح الأرض فطيرًا وملابس من صوف وقمحًا، كل حبة منه بقدر «كلية الثور الكبير»، وفي ذلك الزمن تعود السلطة لليهود، كل الأمم تخدم ذلك المسيح، وتخضع له.. وفي ذلك الوقت يكون لكل يهودي ألفان وثمانمائة عبد يخدمونه».

والتلمود أنشأه الكهنة ورجال الدين اليهودي وضمُّوه إلى التوراة، وأصبح يُشكِّل جزءًا لا يتجزأ من عقيدتهم، فالمقيمون منهم في المعابد والمدارس الفلسطينية والبابلية الذين ألَّفوا أسفار الشريعة الضخمة المعروفة بالتلمود الفلسطيني والتلمود البابلي، كانوا يقولون: إنَّ موسى لم يترك فقط لشعبه شريعة مكتوبة تحتويها الأسفار الخمسة، بل ترك له أيضًا شريعة شفوية تلقاها التلاميذ عن المعلمين، ووسَّعوا فيها جيلًا بعد جيل، وقد ثار جدل حول هذه الشريعة الشفوية، هل هي من عند الله فتكون واجبة الطاعة؟.

وما أن زال الصدوقيون بعد تشتت اليهود عام 70م على يد تيتس الروماني، وورث رجال الدين تقاليد الفرسيين ورواياتهم، قبل جميع اليهود المتمسكين بدينهم «الشريعة الشفوية»، وآمنوا بأنَّها أوامر من عند الله، وأضافوها إلى أسفار موسى الخمسة، فتكونت من هذه وتلك التوراة أو الشريعة الموسوية التي استمسك بها اليهود وعاشوا بمقتضاها.

يقول «ول ديورانت»: «كان يهود ألمانيا وفرنسا في العصور الوسطى يدرسون التلمود أكثر ممَّا يدرسون الكتاب المقدس نفسه».

وما يسعى إليه اليهود هو خراب العالم ودماره وفق تعاليم تلمودهم، ليقيموا فوق أنقاضه مملكتهم الوهمية الأسطورية، وهم ينشرون في سبيل هذا الوهم أوهاماً وخرافات بلغوا معها مداً، توهموا فيه أن اليهود من نطفة تختلف عن باقي النطف، فمن تعاليم تلمودهم الذي كان أساساً لبروتوكولاتهم: «إن نطفة غير اليهودي كنطفة باقي الحيوانات».

ويقول التلمود: «النطفة المخلوق منها باقي الشعوب هي نطفة الحصان، واليهود كما يتوهمون يعتقدون أنَّ أرواحهم متميزة عن باقي الأرواح، وهذا يبيح بل يوجب لهم دخول الجنة التي خُلِقَت لهم، فيقول التلمود: «النعيم مأوى أرواح اليهود، ولا يدخل الجنة إلاَّ اليهود.. أمَّا الجحيم فمأوى الكفار مهما اختلفت أسماء دياناتهم».. وجاء فيه أيضًا: «تتميز أرواح اليهود عن باقي الأرواح بأنَّه جزء من الله»، فـ «أرواح اليهود عزيزة عند الله، والأرواح غير اليهودية هي أرواح شيطانية تشبه أرواح الحيوانات».. وهم يرون أنَّ الله خلق «الأجنبي» -أي غير اليهودي- على هيئة إنسان فقط ليكون لائقًا لخدمة اليهود، الذين خُلِقَت الدنيا من أجلهم.

بهذه النظرة العنصرية المتعالية يريد اليهود أن يحكموا العالم، وهذا التعالي لا يقتصر على التلمود، فالتوراة المحرفة أيضًا قائمة على ذات النظرة، فاليهود يزعمون أنَّهم شعب الله المختار، والحقيقة أنَّ دعوة اليهود لحكم العالم لم تكن من وضع منشئ التلمود، وإنَّما كانت من وضع فيلون عام 30 أو 20 قبل الميلاد، مستمدًا الفكرة من التوراة المحرفة، إذ وضع المبدأ الديني الفلسفي الذي قال: «إنَّ العنصر اليهودي يجب أن يستوطن الأرض المقدسة: أرض الميعاد والزحف منها إلى العالم والسيطرة عليه».

وفي ضوء هذه الغاية، صيغت العناصر الجوهرية للكتب المقدسة عند اليهود، ثمَّ وُضِع التلمود، مُحقِّقًا للخطوات التي تلت تصوُّر هذه المطامع إعادة كتابة التوراة، وكان ما صوَّره فيلون هو حجر الأساس للفكرة الصهيونية التي تزعَّمها تيودور هرتزل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store