حديقة النخيل.. أيام مضت!!

تشهدُ المدينة المنوَّرة تطوُّرًا مُذهلًا في جلِّ مناشط الحياة.

ولا شكَّ أنَّ الأمانةَ مع هيئةِ تطوير المدينة لها رؤيةٌ خاصَّةٌ، لجعل المدينة «أسلوبَ حياةٍ» لمَن يسكنهَا أو يزورهَا.

كمواطنين، لا ندركُ -أحيانًا- البُعدَ الآخرَ للفكر أو الفكرة التي تُنفَّذ، فقد نغضبُ لمُطلٍّ كان متنفَّسًا، ثمَّ أصبح مشروعًا، ربَّما يكون أجمل بمطاعمِهِ واستثماراتِهِ، فيما يعودُ بالنَّفع على المواطن، وربَّما يتمُّ تحويله لمشروعٍ آخرَ يتنفَّس منه بسطاءُ المدينة، ويعيشُون «جودةَ حياةٍ» من خلالِهِ.

ربَّما لمعالي الأمين نظرةٌ إيجابيَّةٌ بفِكر الشَّاب المتطوِّر، وليس بفكرِ الإنسان البسيط؛ الذي يريدُ أنْ يفرشَ بُساطَهِ في حديقةٍ أو متنفِّسٍ قريبٍ، وحوله عائلتُهُ، يأنسُون بحلو المكانِ، وجمالِ الأجواءِ في خصوصيَّةٍ قدْ لا يقدرُونَ عليها بمطعمِ المُطلِّ، أو بقهوةِ المساءِ.

حديقةُ النَّخيل الأشهرُ والأكبرُ بالجرفِ الشماليِّ، كانت متنفَّسًا لأهل المدينة بكلِّ الأوقات والأعياد، ماذا جرى لها، وما حولها من المقاهي والمطاعم؟، أليسَ غريبًا ما يجري؟ هل تتحوَّل لمشروعٍ مثل حديقة وملاهي البعيجان، التي أنهت الأمانةُ عقدها، وأعلنت أنَّها ستكون أيضًا متنفَّسًا، فإذا هي بمشروعٍ استثماريٍّ كبيرٍ؟.

معالي الأمين: أَلا تعتقد أن بعض الأماكن يجب أن تتطور من أجل جودة حياة المواطن، كمتنفس لأهالي المدينة؟ أين حديقة النخيل؟، عشرات السنين وهي مهملة، بعد أن كانت تعج بالحياة والمرح. مطلوب توضيح من الأمانة، إن كان هناك مشروع استثماري -قريباً- أو إشكالية قانونية لإهمالها وبقائها بهذا الوضع؟ فالمساحة كبيرة تكفي للاستثمار، وكمتنفس أيضاً لأهالي المدينة.

* خاتمة:

في بعضِ المحافظاتِ، تُنصَب المخيَّمات ليتنزَّه بها المواطنُون، وأيضًا يكون هناك ديوانٌ كبيرٌ تابعٌ للأمانة أو البلدية؛ لاستقبالِ المتنزِّهين بالقهوةِ والشَّاي، وإظهار أنَّ التَّكاتف قائمٌ بين الجهات الحكوميَّة والمواطن.

كانت لدينا مخيَّماتٌ جميلةٌ وحلوةٌ -على بُعد ٣٠ كم بطريق تبوك الجديد الواصل بالمليليح- يستفيدُ منها بعضُ المواطنين كمصدرِ رزقٍ لهم، من خلال المتنزِّهين.. مررتُ بها وأنا ذاهبٌ لاستراحتِي بالمليليح، فوجدتُهَا مُزالةً، وعند سؤالي عن السَّبب، قالوا: تمَّ إزالتها بتوجيهٍ من الأمانة! إنْ كان ذلك صحيحًا، نتمنَّى إيضاح أسباب الإزالة للمواطن، فنحنُ في وقتِ الشِّتاء نبحثُ عن راحةِ النَّفس بالمخيَّم.