Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

تاكسي الرياض!!

A A
ما يحدث الآن بالرياض شيء غير مسبوق، في كل مرة أتوجه إليها بزيارة يدهشني ما أشاهده من تطور سريع في مختلف الاتجاهات، كيف للرياض التي قضيتُ بها سنوات دراستي، أن تختلف بهذا الشكل والسرعة، كيف لا أُدرك شوارعها واتجاهاتها، نمو كبير وتسارع كبير، لا يمكن أن تراه في أي مدينة بالعالم أينما اتجهت، وحقيقة، مَن يسمع ليس كمَن يرى، من اللحظات الأولى وأنت بالطائرة تشاهد مدينة كبيرة، ليس فقط في رقعة أرضها، وإنما كبيرة في قدرها وعظمة بنائها، وترامي أطرافها، التي لا تُغطيها نافذة الطائرة، مبانٍ عملاقة، شوارع كثيرة، طرقات متناثرة، مشاريع ضخمة، شركات، مصانع، مجمعات تجارية، محلات تجارية عالمية ومحلية، مطاعم، مقاهي، ملاعب، حدائق، كبار وأطفال، مهرجانات وأفعال، رياضة وبطولات من مختلف رياضات العالم، ونزالات في الألعاب المختلفة من أنحاء العالم. موسم الرياض عالم آخر وحكايات لا تنتهي في وسط الرياض، ثقافات مختلفة. حقيقةً، هذه الرياض صورة حقيقية تُعبِّر عن مملكتنا وما وصلت إليه اليوم من نهضةٍ وتقدم نحو العالمية، تنافس وتتقدم في مختلف الاتجاهات التنموية، واضعة خدمة وازدهار شعبها في مقدمة أولوياتها واهتماماتها لتأمين جودة الحياة، لكل من يعيش بين جنباتها.

قلبي تولع بالرياض، عندما كتبها الشاعر سعود بن عبدالله، لم تكن مجرد كلمات وأغنية تنشد، بل كانت إحساساً قبل كل شيء، وعندما تصل إلى الرياض؛ سوف تشعر بخفقان قلبك، وتسارع دقاته، كما في لقاء العشاق والأحبة، واسأل مجرب.

تاكسي، هي ظاهرة أتمنى من المسؤولين في الجهات المعنية التنبّه لهذا الأمر جيداً، فعند أول خروج القادم من صالات القدوم في مطار الملك خالد، وبالتحديد صالة (٥)، تجد استقبالاً كبيراً من الكدادين يهتفون للجميع بكلمة تاكسي تاكسي، يتناوبون في طابور لا ينتهي على القادم؛ حتى يصل إلى غايته خارج الصالة، بشكل غير لائق ومزعج، لا يتناسب مع حجم الصالة والقادمين إليها، رغم وضوح الأماكن المخصصة وتواجد خدمات المواصلات العامة خارج الصالة، وأسعارها الواضحة والمحددة نظامياً.

تاكسي، باعتقادي كلمة يجب أن تنتهي في جميع مطاراتنا، التي ما تكاد تختفي حتى تظهر من جديد وبشكل كبير، رغم العديد من التحذيرات والضوابط لهذه المهنة؛ التي ساعدت جميع من يقوم بهذه الخدمات، لكنها صورة مزعجة باتفاق الجميع، وأدرك بأن المسؤولين بالجهات المعنية هم أحرص منا على إزالة هذا التشوه البصري والمهني بشكل عاجل وسريع.

مملكتنا غالية على قلوبنا، ونتطلع إليها كجوهرة في قلب كل مسلم وعربي، وهي محطة وصول لأنظار جميع العالم فيما وصلت إليه، وفيما سوف تصل مستقبلاً، برؤية القيادة الحكيمة، وخلفها شعب؛ طموحه يصل إلى عنان السماء، ولا يعرف المستحيل.

(قلبي تولع بالرياض.. حب ورثته من الجدود، يا صفحة ناصعة البياض.. زرعتي في الصحراء ورود).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store