عندما يكون الأساس قويًّا.. يكون البناء شاهقًا

عندمَا يكونُ الأساسُ قويًّا، يكونُ البناءُ شاهقًا، وأكبرُ مثالٍ على مصداقيَّةِ هذِهِ النظريَّةِ، هي المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ، التي بُنيتْ على أساسِ عقيدةٍ قويَّةٍ، أساسُهَا القرآنُ الكريمُ، وسُنَّةُ النَّبيِّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- تُؤمنُ بالعدلِ، ونبذِ الفكرِ الضَّالِّ، ومحاربةِ الفسادِ، وضمانِ أمنِ وسلامةِ المجتمعِ، والتَّآخِي بينَ أفرادِ المجتمعِ، وتكوينِ أُسسٍ قويَّةٍ لبناءِ دولةٍ، فكانت الدَّولةُ السعوديَّةُ الأُولى عام 1727م، الَّتي تأسَّستْ في الدرعيَّة على يدِ الإمامِ محمد بن سعود أميرِ الدرعيَّة، وكانتْ نهايتهَا عام 1818م، ثمَّ الدولةُ السعوديَّةُ الثَّانيةُ، الَّتي تأسَّستْ عام 1824م، على يدِ الإمامِ تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وعاصمتهَا الرِّياض، ثمَّ الدولةُ السعوديَّةُ الثَّالثةُ عام 1902م، على يدِ المؤسِّسِ الملكِ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وعاصمتهَا الرِّياض، ثمَّ دولةُ التَّوحيدِ الَّتي أسَّسها الموحِّدُ -غفرَ اللهُ لهُ- الملكُ عبدالعزيز -طيَّب اللهُ ثراهُ- الَّذي وضعَ الأُسسَ لإنشاءِ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ عام 1932م، وقادهَا 54 عامًا؛ ليجمعَ شملَ أبناءِ هذَا الوطنِ المترامِي الأطرافِ، والمتعدِّدِ الأعرافِ والقبائلِ والانتماءِ والمذاهبِ واللَّهجاتِ؛ ليكونُوا داخلَ وطنٍ واحدٍ، وعلى قلبِ رجلٍ واحدٍ، سخَّر لهذِهِ الدَّولةِ جميعَِ الإمكاناتِ لبناءِ وطنٍ متكاملٍ، وسارَ أبناؤهُ الملوكُ البَرَرةُ: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله -رحمهم الله- في تكملةِ بناءِ الوطنِ، الَّذي بدأهُ المؤسِّسُونَ قبل ثلاثمئةِ عامٍ، حتى استلم الراية الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- اللَّذان يسجل لهما التاريخ بأنَّهما مؤسِّسا الدولة السعودية الحديثة، التي أصبحت تُشارك في صُنع القرارات السياسية والاقتصادية في العالم، ضمن مجموعة دول العشرين، أهم الدول الصناعية في العالم، وتقود العالم الإسلامي والعربي للحفاظ على الدِّين الإسلامي والمقدَّسات الإسلامية، واستثمرت القيادة السعودية ثروات الوطن لبناء وطنٍ حديث يحقق أحلام شعبه، ويضمن لهم أساسياتِ الحياة الكريمة، ويركز على توفير الغذاء والتعليم والصحة والسكن اللائق، ويضمن أمنَ وسلامةَ سكانه، ويخلق المشروعات التنمويةَ العملاقةَ في مختلف المجالات، وفي مختلف أنحاء الوطن، لتفتح أبواب العمل للمواطنينَ من الجنسين.
نعمْ.. إنَّه فخرٌ لشعبِ المملكةِ وسكَّانِهَا، الاحتفالُ بيومِ التَّأسيسِ، والَّذي يُعتبرُ أساسَ البناءِ الشَّاهقِ الَّذي بناهُ ملوكُ آل سعود منذُ المؤسِّسِ الأوَّلِ.