يوم تأسيس المملكة يوم تاريخي ووطني رفعت فيه راية التوحيد شامخة فوق جبل طويق الذي يقع غرب مدينة الرياض وقد سمي بذلك لأنه يأخذ شكل الطوق وأصبح يطلق عليه طويق وهو قلب اليمامة التاريخي وإقليم نجد، وطويق بعد أن نبه سمو ولي العهد إليه في قوله «همة السعوديين مثل همة جبل طويق ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض» وهو بهذا يضفي معنى الثبات للوطن والسعوديين والدولة السعودية، لقد أصبحت مقولته هذه رمزاً وطنياً في قلوب المواطنين يذكّر بتأسيس المملكة ويؤرخ لبداية انطلاقتها، ومنذ ذلك التاريخ التأسيسي للمملكة في 22 فبراير 1727 إلى يومنا هذا تتأكد عبر السنوات مفاهيم متجددة لمزيد من المعاني له، حتى جاء الملك عبدالعزيز فوضع بصمته للدولة السعودية الثالثة لتوحيد أرجاء الجزيرة العربية وأطلق عليها اسم المملكة العربية السعودية وذلك عام ١٣٥١هـ، وتوالت تأكيدات التأسيس الوطني عبر الملوك الأبناء سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله حتى جاء عهد الملك سلمان الذي ترسمت في عهده رؤية الطريق من جديد، رؤية 2030 في عالم متقدم جديد فكانت التوجيهات التأسيسية الجديدة مواكبة لذكرى يوم التأسيس لأول مرة في تاريخ المملكة لتكون إضافة جديدة في قلوب النشء وتعريفهم أن وطنهم مولود من مئات السنين.
ان يوم التأسيس تراكمي من أول يوم انطلقت فيه راية لا إله إلا الله محمد رسول الله إلى ذكرى التأسيس اليوم الخميس الموافق 22 فبراير لعامنا هذا 2024 الذي يجب أن نتذكر فيه نعم الله علينا وأن نتوجه بالشكر له أن جعلنا في وطن له رؤية تنير لنا الطريق، فالأمن والأمان ورغد العيش والتقدم الحضاري والعلمي والاقتصادي والتطور الاجتماعي والتعليمي والتقني والصحي جعلنا في مصاف العالم المتقدم والرؤية التفصيلية التي تنير طريقنا اليوم رسم ملامحها وحدد وجهتها عرابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي يبذل جهداً كبيراً من أجل تحقيقها فهو يواصل ليله بنهاره من أجل وطنه بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين ولذا فإن عصرنا هذا عصر تأسيس المستجدات في الجوانب المتعددة لشؤون الدولة مدنياً وعسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً وإعلامياً فالشعب والوطن والقيادة اليوم منشغلون بتأسيس المزيد من الجديد وفق رؤية الطريق فكل يوم لهم تأسيس، المبادرات الوطنية تأسيس، المشاريع البنائية تأسيس، المنطلقات التعليمية والبحثية تأسيس، وجديد الوزارات والهيئات تأسيس، تأسيس للاقتصاد والاستثمار والمعلومات والمجتمع والسياسة والمرأة والرياضة والسياحة والترفيه لتقود جميعها إلى جودة الحياة والانطلاقة العالمية.
إن امتلاكنا لرؤية بينة المعالم، واضحة الأهداف، مثمرة النتائج هو في حقيقته تأسيس مبارك لمستقبل دولة سعودية متجددة يتسنم تأسيس جديدها أبناء وبنات هذا الوطن ممن يتسمون بصفة «متجددي العطاء» ليتحقق من خلالهم النمو الاقتصادي المزدهر، والمجتمع الحيوي، والوطن الطموح الذي عزيمة أهله كعزيمة جبل طويق وفق رؤية الطريق رؤية 2030 وكل عام ومملكتنا الغالية في مزيد من العطاء والتأسيس.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
