Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

انهيار (الفـود تـرك)!!

A A
يقول الخبر: (صرح المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة، أن جميع العربات التي تم سحبها من حي النسيم، هي عربات طعام غير نظامية، وغير مرخصة، ويتم إدارتها من قبل عمالة مخالفة.. وأنه سيتم إعادة تنظيم المنطقة بالتنسيق مع الجهات المعنية، حيث إن تزايد عربات «الفود ترك» العشوائية قد يشكل تشوهاً بصريًّا ولا يخدم المصلحة العامة)، وقد واكبت هذه الحملة البلدية، حملات مشابهة بجدة، وجازان، وعدة مناطق مختلفة!!

إن الحملات المفاجئة التي شنتها البلدية، لسحب عربات الطعام (الفود ترك)، مصدر رزق شبابنا العاطلين، التي يطعمون منها أسرهم ويقضون بها ديونهم ويعوضون معها شيئاً من أحلامهم الضائعة، هي حملات تعسفية، شكلت انهياراً حاداً للمتضررين، يشبه إلى حد كبير (انهيار سوق الأسهم 2006)!!

وزارة الداخلية، وهي وزارة الداخلية، عندما أرادت شن حملة تصحيح أوضاع مخالفي الإقامة، وهي حملة أمنية موجهة بالكامل ضد العمالة الأجنبية، ولا تخلو من مخاطر وردود أفعال عكسية، رأيناها كيف تعاملت مع هذا الملف بكل ثقة وحكمة وروية، فمنحتهم ثلاثة أشهر مهلة تصحيحية، وتعاطفاً مع الحالات الإنسانية، استجابت لتمديدها بكل مرونة بعيداً عن الإجراءات التعسفية، مع ذلك حققت نجاحاً منقطع النظير مع حفاظها على هيبتها العظيمة!!

ما الذي كان يضر الأمانة (البلدية)، لو أنها منحت شبابنا وبناتنا الرائدين، الذين عصفت بهم ظروف الحياة الصعبة، فامتهنوا (عربة الطعام)، مهلة تصحيحية لاستخراج التصاريح النظامية، بدلاً من سحبها بهذه الطريقة الفجة والعشوائية، وبدلاً من حشد حزمة من المبررات الوهمية، حيث لا يعقل أن كل عربات (الفود ترك) غير نظامية، أو أن غالبيتها يعود لعمالة أجنبية، أو أن هذه العربات الأنيقة ذات الألوان الزاهية التي تنبعث منها رائحة الطعام الذكية، تشكل تشوهات بصرية!؟

التشوهات البصرية: هي طوابير البطالة الطويلة التي عمقتها سحب عربات (الفود تراك) بطريقة جماعية.

التشوهات البصرية: هي تلك المخططات التي باتت خالية على عروشها بعد أن كانت منتزهات تعج بعربات الطعام وأعمدة الدخان والناس السمرية.

التشوهات البصرية: هي تلك الإجراءات الصارمة الخالية من الرحمة والتي تقوض عربات أكل عيش الناس البسيطة، والتي لم نر إجراءات مثيلة لها تجاه الشوارع المحفرة وشبكات التصريف المنسية والحدائق المهجورة!!

كان يفترض بالبلدية: أن تقتدي بالأحوال المدنية، وتضع لها بكل منتزه يرتاده الناس بكثافة عالية، للترويح عن انفسهم والاستمتاع بالأجواء الجميلة، كرفان أو غرفة مؤقته كفرع لإصدار التصاريح الإلكترونية النظامية لعربات (الفود ترك).

كان يفترض بالبلدية: أن تختار وضع يدها بيد الناس الفقيرة والعصامية لتذليل كافة الصعاب التي تكتنف طريق مشاريعهم الصغيرة.

كان يفترض بالبلدية: دعم مصادر الكسب الشريفة، بدلاً من الإسهام في (انهيار سوق «الفود ترك») وقطع أرزاق الناس البسيطة!. ajib2013@yahoo.com@

ajib2013

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store