Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

الباحة والبنية السياحية التحتية

A A
السيَّاحةُ ليستْ مجرَّد وجودِ أماكنَ طبيعيَّةٍ فارهةٍ، أو تاريخيَّةٍ، أو أثريَّةٍ، بل هي علمٌ وفنٌّ لهُ أصولهُ وفروعهُ وغايتهُ وأهدافهُ وأدواتهُ التِي يستوجبُ إدراكهَا من قِبلِ القائمِينَ عليهَا؛ لذَا نجدُ أنَّ لهَا مكانةً في هيكلةِ الدولِ ذاتِ المكانةِ السياحيَّةِ، كما هو حالُ وزارةِ السيَّاحةِ لدينَا، وبمَا أنَّ منطقةَ الباحةِ تُعدُّ من أهمِّ المناطقِ السياحيَّةِ بالمملكةِ لمَا تتَّسمُ بهِ من الطبيعةِ السَّاحرةِ، ومن العمقِ التاريخيِّ الذِي يمتدُّ عبرَ آلافِ السِّنينِ، ومَا تتميَّزُ بهِ المنطقةُ من طقسٍ معتدلٍ وجاذبٍ، ومواقعَ سياحيَّةٍ حتمًا ستكونُ مستقبلًا من أشهرِ المناطقِ السياحيَّةِ جذبًا في بلادِنَا الحبيبةِ؛ لذَا يستوجبُ من وزارةِ السيَّاحةِ أوَّلًا أنْ تقومَ بدورِهَا المطلوبِ؛ لتفعيلِ وتطويرِ وتهيئةِ البنيةِ التحتيَّةِ السيَّاحيَّةِ التي تساهمُ في ذلكَ الجذبِ، وثانيًا الدَّور المحلِّي الذِي يقعُ على كاهلِ إمارةِ المنطقةِ وأمانتِهَا، من خلالِ دورِهم في تسهيلِ وتيسيرِ كافَّة المشروعاتِ السيَّاحيَّةِ التي يحتاجُهَا المستثمرُ، أو تقومُ بهِ أمانةُ المنطقةِ كجزءٍ من مهامِّهَا، فعلَى سبيلِ المثالِ لَا الحصرِ، شقُّ وتمهيدُ وتزفيتُ الطرقِ المزدوجةِ المؤدِّيةِ إلى كلِّ معلمٍ سياحيٍّ، ورصفُ وتشجيرُ تلكَ الطُّرقِ وإنارتهَا وإيصالُ كافَّةِ الخدماتِ إليهَا، واستجلابُ الاستثماراتِ الخارجيَّةِ لبناءِ الفنادقِ والمنتجعاتِ السيَّاحيَّةِ حولَ تلكَ المناطقِ.

ولعل المناسبات الوطنية، والفعاليات السياحية قد كشفت الكثير من تلك المتطلبات المستوجب الإسراع في حلها، يأتي في مقدمتها الساحات الشعبية الواسعة في كل محافظة من محافظاتها، وتجهيز تلك الساحات بكافة المتطلبات الضرورية كالمدرجات؛ لوقوف الجمهور، وتجهز البنية التحتية بكل ساحة كالماء والكهرباء والإنارة ودورات المياه، ومواقف المركبات.

ومَا لفتَ انتباهِي تكرارُ الاحتفالاتِ الوطنيَّةِ والسيَّاحيَّةِ بساحةِ سوقِ السبتِ بمحافظةِ بلجرشي ذي المساحةِ الضيِّقةِ التي لا تتَّسعُ إلَّا لعددٍ قليلٍ من الحضورِ، بالإضافةِ إلى كونهِ محاطًا بالمحلَّاتِ التجاريَّةِ، إلَّا إذَا كانَ الهدفُ من الاحتفالِ له اتجاهٌ تجاريٌّ؟! وهذَا يحدثُ بالرغمِ من وجودِ أماكنَ أُخْرَى بالمحافظةِ ذاتِ سعةٍ أكبرَ ومهيأةٍ مكانيًّا لذلكَ الغرضِ كالسَّاحةِ المجاورةِ لمقرِّ المحافظةِ، والتِي لا تُستثمرُ تجاريًّا إلَّا في فصلِ الصَّيفِ، بالإضافةِ إلى المسرحِ الرومانيِّ المقابلِ لموقعِ المحافظةِ أيضًا، الذي أراهُ أكثرَ تجهيزًا ومساحةً ومناسبةً عن سوقِ السَّبتِ، والأهم من ذلكَ أنْ يتمَّ تنويعُ الفعاليَّاتِ على مدَى العامِ، ولا تكون مقصورةً على العرضةِ الشَّعبيَّةِ التي نراهَا تتكرَّرُ بدرجةٍ لافتةٍ في كلِّ مناسبةٍ وكأنَّها الوحيدةُ المتوفرةُ بالمنطقة، فَلِمَ لَا يكون هناك ألوانٌ ترفيهيَّةٌ أُخْرَى من كافَّةِ المناطقِ وخاصَّة الجنوبيَّة منهَا، فالمنطقةُ الجنوبيَّةُ غنيَّةٌ جدًّا بالفنونِ الشَّعبيَّةِ؛ لأنَّ الهدفَ الترفيهُ وإضفاءُ البهجةِ على النَّاسِ، وليسَ الدِّعايةَ أو التَّعصبَ لموروثٍ محدَّدٍ، وهذَا بالطبعِ ينطبقُ على بقيَّةِ المحافظاتِ، وإنْ اختلفت المسمَّياتِ.. واللهُ من وراءِ القصدِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store