Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

المملكة.. والمبادرات غير المسبوقة

A A
مِن نِعَم الله وأفضالهِ الجزيلةِ التي لا تُعدُّ ولا تُحصى على المملكة العربيَّةِ السعوديَّة؛ أنْ حباها اللهُ بخصائصَ وميزاتٍ فُضِّلت بها على غيرها من شعوبِ الأرضِ، من أهمها وأميزها أنَّها منبعُ الرسالة المحمديَّة، ومنطلقُ الدَّعوة إلى الله على هدى وبصيرةٍ، والتي عمَّ صداها ونفعها أصقاعَ الدنيا بالنورِ والهدايةِ، وفُضِّلت على غيرها بخاصيَّة خدمة الحرمين الشَّريفين بـ»مكَّة والمدينة»؛ ومن يفد إليها من كلِّ حدبٍ وصوبٍ لأداء نُسك الحجِّ والعُمرة والزِّيارة، ووفَّرت في سبيل ذلك أرقَى وأسهل الوسائلِ الداعمةِ لهذا النُّسك وأدائه في راحةٍ ويسرٍ وسهولةٍ طيلة العام، يشهدُ بذلك البعيدُ قبل القريب.

ولم تكنْ هذه الخاصيَّة أو الميزة حديثةَ العهدِ، فقد كانتْ من أولويات تأسيس المملكةِ على يد -المغفورِ له بإذن الله- الملك عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه-، ومن بعده أبناؤه الملوك، الذين سارُوا مسيرتهِ واقتفُوا أثرهُ إصلاحًا ونهضةً.

لقد أوجدت الدولةُ -أيدها الله- وأنجزتْ في خدمة الحرمين الشَّريفين، على امتداد مسيرتها الطَّويلة المشرِّفة، من المشروعات الخدميَّة والتنظيميَّة والتسهيليَّة والنهضويَّة؛ ما تعجزُ الأقلامُ عن حصرهِ، وما زالتْ جهودها واهتماماتها في هذا السبيلِ دائبةً وحثيثةً لا تتوقَّف.

إن الحديث عن المملكة ودورها الفاعل في خدمة الإسلام والمسلمين بشموله الواسع ليس بوسعي ولا غيري أن يحصي ذلك، فمواقفها الإسلامية والإنسانية التي عمت أرجاء الدنيا غير خافيةٍ على أحد، فهي رائدة التضامن الإسلامي، والوجهة الجاذبة في إحلال الأمن والسلام، والمرجعية الآمنة، وصمام الأمان التي يرجع إليها في ذلك، على مستوى شعوب الأرض من دولٍ شقيقة وصديقة.

لقد كانت المملكة ممثلة في قيادتها الرشيدة، وما زالت سبَّاقة في حل قضايا الدول الشقيقة، بكل ما أُوتيت من مكانة وقوة ومال وإخلاص، في طليعتها القضية الفلسطينية، واليمن وسوريا ولبنان، والسودان وليبيا وغيرهم من الشعوب، التي تعاني من الاضطهاد وعدم الاستقرار، ونصرة قضاياها المصيرية، وإحلال الأمن والسلام والحرية بين شعوبها، وما زالت مساعيها دائبة ومستمرة لا تتوقف، وهي حقائقُ ثابتةٌ يشهد بها كلُّ منصفٍ، ولا ينكرها إلَّا كل ناكرٌ للجميلِ (مِمَّنْ يَأكُلُونَ لمًّا وَيَسْعَونَ ذمًّا) وما أكثرهم في هذه الأيامِ!!، ومع ذلكَ لن تضيرَ بلادنا (خفافيشهم الظلاميَّة وتغريداتُهم البائسةُ).

* خاتمة:

ومن مبادراتِ المملكةِ الإسلاميَّةِ والإنسانيَّةِ الثابتة وغير المسبوقةِ التي عمَّ ويعمُّ نفعُها أرجاءَ العالم إسلاميًّا وإنسانيًّا:

- مركز الملك سلمان للإغاثةِ والأعمالِ الإنسانيَّة الداعمِ لرسالةِ الخير على مستوى العالم.

- مصنع كسوةِ الكعبةِ المشرَّفة بمكَّة المكرَّمة، أول مصنعٍ مُتخصِّص على مستوى العالم.

- مجمع الملك فهد لطباعةِ المصحفِ الشَّريف بالمدينةِ المنوَّرة، الأوَّل عالميًّا في مجال طباعة القرآنِ الكريمِ وتفاسيرِه باللغةِ العربيَّةِ، وبعدَّة لغاتٍ أُخْرى. ومن آخرِ مبادراتِ هذا المجمَّع غير المسبوقةِ الداعمةِ لتخصُّصه؛ إقامته مسابقةً دوليَّةً تنافسيَّةً قبل أيَّام لكتابةِ المصحفِ الشَّريف، رعاها سمو أميرِ المدينة المنوَّرة، وقد تمَّ تكريم الفائزين، وهي فكرةٌ رائدةٌ وداعمةٌ لتجديدِ وتغييرِ وتنويعِ كتابةِ المصحفِ الشَّريف، وفقَ أنواعِ الخط العربيِّ المتعارف عليها بين الخطَّاطين المحترفين في كتابةِ المصاحفِ القرآنيَّةِ.

وهناك العديدُ من الأعمالِ والمبادراتِ الإنسانيَّة المتنوِّعة التي بذلتها -وتبذلها- المملكةُ، ابتغاء وجه الله، وتحقيقًا لمبدأ الأخوَّة الإسلاميَّة؛ الرابط الوثيق بين المسلمين على مختلفِ طبقاتِهم ومستوياتِهم وأمصارِهم.

وحسبنا أنَّ المملكةَ ممثَّلةً في جهودِ ومساعِي خادمِ الحرمين الشَّريفين وولي العهد رئيسِ مجلسِ الوزراءِ تظلُّ جاذبةً وحاضنةً لأفعال الخيرِ والإنسانيَّةِ بشمولِها الواسعِ وأهدافِها النبيلةِ على مستوى شعوبِ الأرضِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store