كيف تزرع احترام الذات في أبنائك؟!

* كثيراً ما يتم الخلط بين مفهوم (الثقة بالنفس)، و(احترام الذات)، وهما مفهومان مختلفان رغم أهميتهما كصفتين أساسيتين للشخصية ذات الأثر الإيجابي في محيطها ومجتمعها، فالصفة الأولى تساعد الشخص على الإيمان بنفسه، وبقدراته الخاصة، مما يجعله أكثر مرونة وثقة في التعامل مع صعوبات الحياة، بينما يعني (احترام الذات) وعي الإنسان بحجم قدراته، وتقديره لإمكانياته، واحترامه لأوجه قصوره، وإدراكه لطبيعته البشرية، التي تجعله يحب نفسه ويقدرها، بشكل إيجابي دون السقوط في الدونية أو النرجسية والغرور.

* يعرف كل مهتم بالتربية؛ أهمية مهارة (احترام الذات)، فهي من تصنع التفوق في أحيانٍ كثيرة، وهي مَن تخلق الدافع والحافز للبروز، بل إنها مسؤولة عن ما نسبته ٨٠٪ من شخصية الفرد، وغالباً ما يكون افتقاد هذه الصفة سبباً في العديد من مشاكل الصحة النفسية، والانكسارات في ميادين العمل، وفي الحياة عموماً.

* ما أود لفت نظرك إليه اليوم، وأرجو أن أكون قد جهزتك له، هو أن هذه المهارة تُؤسَّس من قبل الوالدين كما يُؤسَّس الجسد، فاحترام الشخص لذاته يُبنَى منذ الطفولة المبكرة، حيث تلعب الأسرة دوراً مهماً في هذا البناء، ويعاني الأشخاص، الذين لا ينشؤون في بيئات أسرية صحية، من مشاكل على صعيد عدم احترام الذات ليس من السهولة تصحيحها، وسأورد في ما يلي أهم أربع تقنيات لغرس هذه المهارة في نفس ابنك منذ سنوات عمره الأولى.

١- ساعده في التعرف على نفسه:

فلا يمكن غرس الثقة في نفس طفل لا يعرف مواهبه وقدراته.. ساعده في اكتشاف نقاط ضعفه، وصارحه بذلك بطريقة سليمة، فتعرُّف الأطفال على أنفسهم يجعلهم أكثر صدقاً وشفافية مع ذواتهم دون غرور أو تكبّر.

٢- ساعده على تقبّل نفسه:

بدلاً من انتقاد الذات القاسي وتبني الأفكار المحبطة، درّب أبناءك على تقبّل أنفسهم، والتصالح معها، وكيف يعملون على معالجة نقاط ضعفهم دون إفراط في النقد المؤذي.. علّمهم كيف ينصحون أنفسهم، ونبّههم إلى اللغة التي يجب أن يتحدثوا بها مع أنفسهم، تماماً كما لو كانوا يقدمون النصح لصديق.

٣- اغرس فيهم تقنية التحسين المستمر:

فهذه التقنية كفيلة بأن تجعلهم شغوفين بتعلم مهارات وهوايات جديدة، وتطوير أنفسهم باستمرار، وهذا سيرفع ولاشك من درجة احترامهم لذواتهم.

٤- علّمهم كيف ومتى يقولون «لا»:

فمن أكثر نقاط الضعف في الأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات، هو عدم قدرتهم على قول لا، خوفاً من غضب الآخرين منهم.. علّم أبناءك أنهم إن قالوا «نعم» لكل شيء، ولم يضعوا حدوداً، فسيراهم الناس كاختيارات وفرص سهلة، وذكّرهم أن محاولة أن يكونوا محبوبين من الجميع، هي علامة على تدني احترام الذات، وليس على النجاح الاجتماعي.

* احترام الذات مفهوم واسع يشمل كل ما تشعر به من قيم تجاه نفسك، وكيف تتعامل معها بهذه القيم بعدالة وإنصاف حتى مع نفسك، وهي معادلة صعبة ودقيقة للغاية، تتطلب وعياً ونزاهة.. لكن الجميل في أمر هذه المهارة، أنه يمكن غرسها وتطويرها والعناية بها.