Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

التقــــدم

A A
جميعنا يريد التقدم، ولكن إذا كنت تسير في الطريق الخطأ، فالتقدم يعني أن تُغيِّر وجهتك وتعود للطريق الصحيح، والشخص الذي غيّر طريقه هو الأسرع تقدماً، فلابد دائما أن تسأل نفسك: هل أنا أسير في الطريق الصحيح أم لا؟ لا تتجاهل هذا السؤال وأنت تفحص التقدم الذي تُحقِّقه، فليس هناك ما هو أفضل من معرفة أنك تسير في الاتجاه الصحيح، والشمس أمامك، والرياح خلفك.

التحقق من التقدم يعني أن نسأل أيضاً: هل فعلنا ما قلنا إننا سنفعله، وحققنا ما قلنا إننا سنحققه؟.

لا تستجيب بشكل انفعالي مع النقد والخلاف الموجَّه إليك، بل رحَّب بهما، فالتغذية الراجعة من مثل هذه المواقف هي هدية مجانية لك، كن متواضعاً لدرجة تكفي لأن تعرف أنه ربما فاتك شيء، وإذا كانت الأمور بحاجة إلى الإصلاح، فلا تتحقق من الأمر فحسب وتتمنى حدوث الأفضل، فالقيادة لا تتعلق بامتلاك فكرة أخرى جيدة، بل بتحقيق النتائج. فمواصلة الحركة غالباً ما تكون العامل المحدد لك إذا ما كنت ستنجح أو ستفشل، لا تنظر للخلف فحسب، بل تطلّع إلى الأمام أيضاً، ابدأ مرونتك كي تنحرف عن مسارك في اللحظة المناسبة، لكي تتقدم.

تبنّ هذه المبادئ القيادية الأساسية التالية:

1- اطلب التغذية الراجعة الصادقة، إذا كنت ستتحقق من تقدمك، فأنت بحاجة إلى أشخاص حقيقيين حولك على استعداد للتحلي بالصدق الشديد، ولابد أن تستمع لما يقولون، فهذا الأمر سوف يساعدك للتقدم.

2- احصل على بيانات مؤكدة، فالحقائق هي الحقائق، ولن تتغيَّر لأنها لم ترق لك، فما يحتسب هو ما ينجز، وتيقّن من أن تقيس الأمور الصحيحة، وتسجل أداءً متوازناً، للتعرف على مؤشرات التقدم، وقياس الأشياء التي تقود إلى أداء عالٍ، وتتنبأ به قبل حدوثه، في مقابل مؤشرات التأخُّر التي تظهر بعد الحدث.

3- تأقلم أو تنتهي، إذا لم تسير حياتك يميناً، فاتجه أنت يساراً، وتكيَّف مع العالم كما هو، لا كما كان، فعليكَ أن تتحلى بالمرونة كما تتحلى الشركات بها؛ لمواجهة المتغيّرات المختلفة، وهذا يعني ممارسة الأمور بشكل مختلف، أو ممارسة أشياء عديدة بشكل سريع بما فيه الكفاية، وإلا مصيرها للانتهاء بمن فيها.

4- حافظ على تركيزك، فكل ما تشاهد من عقبات تُخيفك؛ تأكَّد بأن نظراتك ابتعدت عن أهدافك. فالاحتفاظ بتركيزك يتعلق بمعرفة ما ينبغي أن يكون في بؤرة التركيز، حتى في ظل وجود الملهيات والاضطرابات، وخصوصاً للقائد وسط العاصفة، ما الذي يستحوذ على تفكيرك واهتمامك.

5- توقع المساءلة، نحن لا نحاسب على ما نفعل، بل على ما لا نفعله أيضاً، كونك مسؤولاً؛ هو استعدادك لأن تخضع للمساءلة بشأن الوعود والاختيارات والأفعال والسلوك وقبول العواقب، إذا لم نكن مسؤولين، فمن غير المنطقي أن نتوقع من الآخرين أن يكونوا مسؤولين أمامنا، فالتقدم يحتاج للمحاسبة للنفس والآخرين في حالة النجاح والفشل.

كل ما علينا هو أن نُقرِّر ما إذا كان التقدم هدفاً لنا، وجزءا من مسيرة حياتنا، أم نحن مجرد أشياء تتقاذفها الأمواج وتتخبط بها.. (على حسب الريح ما يودي)!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store