Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

من أصداء الذكريات

A A
الحديثُ عن الماضِي وذكرياتِهِ حلوهَا ومرِّهَا ذُو شجونٍ، وقدْ لا تخلُو حياةُ الإنسانِ -أي إنسانٍ- من ذكرياتٍ ومواقفَ، تظلُّ راسخةً في فكرهِ ورؤاهُ، خلالَ مراحلَ حياتهِ، وسأحاولُ خلالَ هذهِ الأصداءِ أنْ آتيَ على بعضِ هذهِ الذكرياتِ والمواقفِ، وخاصَّةً ما لهُ صِلةٌ بالكتابةِ والأدبِ وما في حُكمِهمَا، باعتبارِي أحد مَن عاصرُوهَا ومرُّوا بتجاربِهَا.

استقرَّ بي العملُ الوظيفيُّ في مدينةِ الطَّائفِ مصيفِ المملكةِ الأوَّلِ عام 1381هـ، ومن الهواياتِ التي عشقتُها وكنتُ أستمتعُ بهَا خلالَ مراحلِ حياتِي (القراءةُ) والتي كوَّنتُ من خلالِها مكتبةً خاصَّةً حوت العديدَ من الكتبِ القديمةِ والحديثةِ، ومنهَا انطلقَ حبِّي للأدبِ والكتابةِ، وعن قيمةِ مدلولِها يقولُ المتنبِّي:

أَعزُّ مَكَانٍ فِي الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ

وَخَيرُ جَلِيسٍ فِي الزَّمانِ كِتَابُ

ولخلوِّ الطَّائفِ من صحيفةٍ تستقبلُ مساهماتِ كُتَّابهِ وأدبائِهِ وصحفيِّيه فكنتُ أُضطرُ -ومعي الكثيرُون- إلى إرسالِ مساهماتِنَا الكتابيَّةِ والأدبيَّةِ إلى صحفِ مكَّة وجدَّة، رغمَ الصعوباتِ التي كانتْ تواجهُنَا في ذلكَ، فالسَّفرُ إلى مكَّة -حينذاك- عن طريقِ السَّيلِ، وكانَ غيرَ مسفلتٍ، ومشروعُ طريقِ الهدَا - الكر - مكَّة لم ينتهِ بعد، وبعدَ بضعِ سنواتٍ سُفلِت طريقُ السَّيل، وبعدهُ بفترةٍ انتهَى طريقُ الهدَا - الكر - مكَّة، وتحسَّنَ التواصلُ بينَ الطائفِ ومكَّة وجدَّة، وتوفَّرت خدمةُ الفاكساتِ والنتِ وما في حُكمِهَا.

ومع مرورِ الأيامِ وتقدُّمِ الطَّائفِ نهضويًّا وسياحيًّا، وباتَ وجهةً سياحيَّةً جاذبةً على المستوَى المحليِّ والخارجيِّ، إلَّا أنَّ مطلبَهُ القديمَ المتجدِّدَ لا يزالُ قيدَ الانتظارِ، ويتمثَّلُ في وجودِ صحيفةٍ تواكبُ مسيرتهِ التقدميَّةِ والنهضويَّةِ والسياحيَّةِ والأدبيَّةِ والآثاريَّةِ أسوةً ببقيَّةِ المدنِ الأُخْرى المماثلةِ، ورغمَ المتابعاتِ على ذلكَ إلَّا أنَّه لتاريخهِ لم يتحقَّقْ هذَا الحلمُ حتَّى الآن.

والأملُ كبيرٌ في هيئةِ السياحةِ والآثارِ ببحثِ إمكانيَّةِ تحقيقهِ مع الجهاتِ المعنيَّةِ، والذي يُعتبرُ من مكمِّلاتِ نهضةِ الطَّائفِ (عروسِ المصايفِ العربيَّة)، ونحنُ على ثقةٍ من تجاوبِهم حيالَ تحقيقِ هذَا الحلمِ القديمِ المتجدِّدِ، خاصَّةً، وفي الطائفِ من رجالِ الأعمالِ والأدباءِ والكُتَّابِ والإعلاميِّينَ مَن بوسعِهم القيامُ بإدارةِ شؤونِ هذهِ الصحيفةِ بكلِّ جدارةٍ واقتدارٍ -بإذنِ اللهِ-.

* خاتمة:

قالَ الحسنُ البصريُّ في صحبةِ الكرامِ -رحمه الله-: (تَواصلُوا معَ أصحابِكم، فالصَّاحبُ الوفيُّ مصباحٌ مضيءٌ، قدْ لا تدركُ نورَهُ إلَّا إذَا أظْلمتْ بكَ الدُّنيَا).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store