تمر علينا ذكرَى بيعةِ سموِّ ولي العهدِ، رئيسِ مجلسِ الوزراءِ، صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه اللهُ- والمصادفةِ لليومِ الـ(27) من شهرِ رمضانَ المباركِ لهذَا العامِ 1445هـ، وهي ذكرَى غاليةٌ وعزيزةٌ على كلِّ مواطنٍ سعوديٍّ، فمنذُ أنْ أمسكَ سموُّه -بتوجيهاتِ الملكِ سلمانَ بن عبدالعزيز يحفظه اللهُ- بزمامِ مسيرةِ النهضةِ المباركةِ التي عمَّ نفعُهَا أرجاءَ البلادِ، وبلادنَا تنعمُ -بحمدِ اللهِ- بالإنجازاتِ الوطنيَّةِ المثمرةِ التي تحقَّقت من خلالهَا على كافَّةِ الأصعدةِ والمجالاتِ.
ولعلَّ مَن تابعَ السِّت سنواتٍ التي مضتْ على بيعةِ سموِّه، ومَا شهدتهُ البلادُ خلالَهَا من نهضةٍ شاملةٍ وإنجازاتٍ رائدةٍ، يؤكِّدُ ما بذلهُ وليُّ العهدِ من جهودٍ وإنجازاتٍ على أرضِ الواقعِ، وفقَ خططٍ واضحةٍ، مستشرفًا ملامحَ المستقبلِ المشرقِ للوطنِ، والتي وضعت المملكةُ في مصافِّ دولِ العالمِ المتقدِّمةِ، مع قناعةِ الشعبِ السعوديِّ بأنَّ التغييراتِ التي أجراهَا سموُّه برعايةِ خادمِ الحرمَين الشَّريفين؛ هي بمثابةِ نقطةِ تحوُّلٍ على مستوَى الدولةِ عمومًا.
ورغمَ التحدِّياتِ والتحوُّلاتِ العالميَّةِ، فقدْ مضَى وليُّ العهدِ بعزمِ الشبابِ وطموحاتِهِ الجادَّةِ، ورؤاه المستقبليَّةِ بوضعِ الخططِ الإستراتيجيَّةِ التي يبنِي عليهَا تطوُّرَ ونهضةَ بلادِهِ؛ للوصولِ بهَا إلى الريادةِ (إقليميًّا ودوليًّا) من خلالِ رؤيةِ المملكةِ 2030، التي تركِّز على رؤيةِ الحاضرِ والمستقبلِ، فكانَ ملهمًا وموفَّقًا في مخططاتِهِ الفاعلةِ التي أفضتْ إلى نهضةٍ وتطورٍ وتغييرٍ وتجديدٍ على كافَّةِ الاتِّجاهاتِ الوطنيَّةِ، شهدَ بهَا البعيدُ قبلَ القريبِ.
ومن الرُّؤى الثاقبةِ لسموِّ وليِّ العهدِ ما تخلَّل سنواتِ البيعةِ من زياراتٍ عديدةٍ قامَ بهَا للعديدِ من دولِ العالمِ، تحقيقًا للمستهدفاتِ التي تعزِّزُ وتقوِّي من مكانةِ المملكةِ، وانفتاحهَا على دولِ العالمِ، من حيث التعاونِ وتجديدِ العلاقاتِ وعقدِ الاتفاقاتِ المتنوِّعةِ، ومذكراتِ التفاهمِ في العديدِ من المجالاتِ بينَ المملكةِ وتلكَ الدولِ في أجواءٍ يسودهَا التآخِي والتعاونُ، لما فيهِ خيرُ ومستقبلُ شعوبِهَا، والقضاء على تلكَ العزلةِ التي كادتْ تُخيِّم عليهَا، والنهوض بهَا نحوَ العالميَّةِ (انفتاحًا وتوسعًا واندماجًا).
* خاتمة:
إنَّنا مع إِشراقةِ ذكرَى بيعةِ وليِّ العهدِ، نستلهمُ ونشيدُ بما تحقَّق فيما سبقَ من إنجازاتٍ للوطنِ والمواطنِ، والتي وصلت المملكةُ خلالَها إلى آفاقِ المجدِ والرفعةِ والرقيِّ عالميًّا.
وما يزال سموه وبدعم خادم الحرمين الشريفين دائباً -ودون توقف- في تحقيق المستهدفات المرسومة لمسيرة النهضة، وفق إستراتيجية رؤية المملكة (2030) التي رسمها سموه، منطلقاً لنهضة البلاد وتقدمها؛ ما جعلها تكتسب العالمية في مسيرتها النهضوية وبلوغها المكانة الراقية على مستوى الدول المتقدمة.
حفظَ اللهُ بلادَنَا وقادتَهَا، وحماهَا من كلِّ سوءٍ ومكروهٍ، وأدامَ عليهَا الأمنَ والأمانَ والاستقرارَ؛ لتظلَّ حصنًا حصينًا للإسلامِ والمسلمِينَ، وداعيةً للخيرِ والسلمِ والسلامِ والتآخِي بين شعوبِ الأرضِ.
ومع إشراقةِ كلِّ ذكرَى ليومِ البيعةِ ونحنُ، وبلادُنَا، وولاةُ أمرنا في عزٍّ وخيرٍ، حاضرًا ومستقبلًا -إن شاء الله-.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
