Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

كيف تعرف أنك تعمل مع مدير سام؟!

A A
* من أصعب التحديات في بيئات العمل، التعامل مع (مدير سامّ) يخنق في العاملين معه روح الإبداع، ويقتل فيهم كل محاولة للابتكار وحب العمل، ويدفعهم نحو الإحباط والاحتراق الوظيفي.. وبالرغم من صعوبة تمييز هذه الفئة؛ التي كثيراً ما تختبئ خلف شعارات (المصلحة العامة) و(الأمانة)، إلا أنني سأعرض لكم اليوم أهم ثماني صفات قد تدل على (سُميّة) مديرك، ووجوب تعاملك الذكي والاحترافي معه.

1- لا يحترم وقتك:

القائد السّام لا يحترم وقت العاملين، بل ويقوض كل الحدود الزمنية اللازمة لعلاقة عمل محترمة، فهو يتعدى على أوقاتك الشخصية طالباً منك توافراً (على مزاجه).. وهذا لا يدفع للإرهاق الجسدي وحسب، بل يمكن أن يؤدي للتوتر والقلق، حيث يشعر الموظفون أن وقتهم خارج العمل لا يُقدَّر ولا يُحمَى.

2- يفتقر للرؤية البعيدة:

غالباً ما يفتقر هذا النوع من الرؤساء إلى رؤية واضحة ومُقنعة، كما يفشل في إلهام فريقه أو تحفيزهم.. إنه يجد صعوبة بالغة في تحديد الأهداف أو توصيلها، مما يترك الموظفين بلا اتجاه!.

3- مهاراته في التواصل ضعيفة:

التواصل مهارة أساسية في الإدارة.. والقائد السيئ يجد سلطته - وقل إن شئت متعته- في حجب المعلومات الحاسمة عن فريقه، أو يتواصل معهم بغموض، معتقداً أن هذا سبب استمرارية له وتفرّد، مما يجعل أعضاء الفريق يشعرون بالانفصال عن أهداف المنظمة.

4- لا يمتلك القدرة على الاستماع:

القائد الذي لا يسعى لقراءة آراء وتعليقات فريقه يخنق التعاون والابتكار في هذا الفريق.. فالاستماع أمر أساسي للتكيف، والتكيف يعزز ثقافة الابتكار والتحسين المستمر، مما يحافظ على قدرة المنظمات على المنافسة.. ربما لا يعلم القادة الذين يتفاخرون بأنهم يتخذون القرارات بمفردهم أنهم بطيئون في التكيف، وأنهم يصنعون بيئة راكدة تحدّ من نمو المنظمة، وتثبط العاملين.

5- متمحور حول ذاته:

يعطي القادة المتمحورون حول أنفسهم الأولوية لاحتياجاتهم ومصالحهم الشخصية، وهذا المنهج الأناني كفيل باغتيال روح الفريق والنجاح التعاوني، فهم يرفضون مبادرات العاملين؛ وفرص نموهم، للحفاظ على الضوء مُسلَّطاً على شخوصهم.. وقد قابلت شخصياً الكثير من هذا النوع من الرؤساء الذين لم ينجحوا إلا في صناعة بيئات؛ يشعر فيها العاملون بالإحباط وعدم التقدير، مما يؤدي إلى انخفاض في الدافعية والانتماء.

6- لا يتعلم ولا يتكيّف:

من السمات الواضحة للقائد السام، أنه لا يتعلم أشياء جديدة، ولا يمتلك القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة، وعادة ما يقاوم التغيير.. والنتيجة بيئة عمل ضيقة يشعر فيها الجميع بالاختناق.

7- فاشل في التعامل مع المواهب:

غني عن القول إنه عندما لا يعترف القائد بالعمل المميز؛ ولا يُكافئه، يؤدي ذلك بالتأكيد إلى انخفاض الروح المعنوية، والأدهى عندما ينسب القائد السام الفضل لنفسه في الإنجازات، مع إلقاء اللوم على الموظفين في الإخفاقات.. هذا السلوك كفيل بتثبيط همم الموظفين وإشاعة جو تنافسي مشحون، يركز فيه الجميع على النجاحات الفردية أكثر من تركيزهم على نجاح الفريق، مما يؤدي لتسرُّب المواهب، وانخفاض الأداء العام للفريق.

8- فقير في الذكاء العاطفي:

بالنسبة لي، أسوأ أنواع القادة هم من يفتقرون للجانب الإنساني.. فأكثر ما يميز القادة العظماء هو ذكاؤهم العاطفي، ودعمهم لموظفيهم.. لذلك لا يجدون صعوبة في إدارة فرقهم بشكل فعال ومثمر، على عكس النوع الأول الذين يعانون من فرق منخفضة الروح والإنتاجية.

* بقي أن نقول: إذا كان التعرف على شخصية (القائد السام) يعدّ أمراً صعباً، فإن التعامل معه أمرٌ أشد صعوبة، يتطلّب اتخاذ خطوات استباقية وتعاملاً احترافياً، يخفف من الآثار السلبية لهذه الشخصية على العاملين.. والهدف هنا يتجاوز الصبر والحوقلة، إلى الازدهار والنمو المهني، من خلال تعزيز مهارات المرونة والعقلية الإيجابية في مواجهة هذا التحدي الصعب.. وهذا حديث آخر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store