Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

خادم الحرمين.. والمساعدات الإنسانية

A A
من المشاهدِ التي لفتتْ نظرِي في إحدَى ليالِي العشرِ الأواخرِ من شهرِ رمضانَ المباركِ لهذَا العامِ 1445هـ عبرَ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، وشدَّتْ انتباهَ غيرِي من المشاهدِين تلكَ (الحافلةُ الآتيةُ من مكَّة المكرَّمة إلى جدَّة، وبهَا العديدُ من المعتمرِين من الأخوةِ العربِ بعدَ أدائِهم نسكَ العُمرةِ، وفي إحدَى النقاطِ الأمنيَّةِ بينَ مكَّة وجدَّة، أوقفهُم أحدُ رجالِ الأمنِ، وصعدَ إلى داخلِهَا ومعهُ مجموعةٌ من العمَّالِ يحملُون في أيديهِم من الأوعيةِ الغذائيَّةِ، مملوءةً بوجباتِ إفطارِ صائمٍ، مقدَّمة من خادمِ الحرمَين الشَّريفَين الملكِ سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وقامُوا بتوزيعهَا على ركابِ الحافلةِ قبيلَ فترةِ إفطارِ ذلكَ اليومِ).

وخلالَ هذَا المشهدِ الإنسانيِّ غيرِ المسبوقِ، قالَ المتحدِّثُ باسمِ ركابِ الحافلةِ: (في بادئِ الأمرِ استغربنَا توقيفَ جنديِّ الأمنِ لنَا، وبعدَهَا فوجئنَا بمَا لمْ نكنْ نتوقَّعهُ، أو يدرْ بخلدنَا.. أنَّ خادمَ الحرمَينِ الشَّريفَين يُلاحقنَا بكرمهِ وفضلهِ بوجبةِ إفطارٍ متكاملةٍ، ويوقفنَا أثناءَ سيرنَا ليُقدِّمهَا لنَا كرمًا وإحسانًا وعطفًا علينَا، كضيوفٍ وأخوةٍ في الدِّين والعقيدةِ، فهلَّلنَا وكبَّرنَا، وقد عُدنَا من حرمِ اللهِ بعدَ أنْ منَّ اللهُ علينَا بأداءِ العُمرةِ في شهرِهِ الكريمِ، رمضانَ المباركِ، وابتهلنَا إلى اللهِ أنْ يحفظَ خادمَ الحرمَينِ الشَّريفَين، وأنْ يمدَّ في عمرِهِ، وأنْ يديمَ عليهِ وعلَى بلادهِ وشعبهِ الخيرَ والأمنَ والأمانَ، ليبقَى ملاذًا لكلِّ قاصدٍ ومحتاجٍ).

وليسَ غريبًا على خادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ -يحفظه الله- هذَا الموقفُ الخيريُّ المشرِّفُ النبيلُ؛ بالنسبةِ لمَا قامَ ويقومُ بهِ من أعمالٍ خيريَّةٍ وإنسانيَّةٍ، عمَّت أرجاءَ العالمِ، وما زالتْ تتدفَّق عطاءً وفضلًا، وخاصَّةً للقادمِينَ للأراضِي المقدَّسةِ من حجَّاجٍ ومعتمرِين، وتقديمِ ما يجبُ تقديمهُ لهُم من خدماتٍ إنسانيَّةٍ وتسهيليَّةٍ، يعجزُ القلمُ حصرَهَا، منهَا مَا شهدَ بهِ ركَّابُ هذهِ الحافلةِ وغيرهم من الحجَّاجِ والمعتمرِين الآخرِين، المشمولِينَ بمثلِ هذهِ المواقفِ الإنسانيَّةِ والخيريَّةِ.

* خاتمة:

وممَّا يواكبُ هذَا الموقفَ الخيريَّ لخادمِ الحرمَينِ الشَّريفَينِ في الشهرِ الكريمِ، موقفٌ إنسانيٌّ آخرُ لا يقلُّ من حيث الأهميَّةِ والإنسانيَّةِ وعمقِ الأخوةِ في الدِّينِ والعقيدةِ، ما وردَ في التقريرِ الإخباريِّ الذِي بثَّتهُ وكالةُ الأنباءِ السعوديَّةُ عبرَ وسائلِ الإعلامِ والعواصمِ المتضمِّن (تدشينَ مركزِ الملكِ سلمانَ للإغاثةِ والأعمالِ الإنسانيَّةِ مشروع دعمِ سكنِ اللاجئينَ السوريِّين في العاصمةِ الأردنيَّةِ عمَّان، بالتَّعاون معَ الهيئةِ الخيريَّةِ الأردنيَّةِ الهاشميَّةِ، ويهدف المشروع إلى رعاية (56) أسرةً سوريةً لاجئةً من الأيتام والأرامل؛ من خلال توفير المأوى المناسب لهم في مجمع سكني؛ يتم استئجاره بعقدٍ سنويٍّ لهذه الغاية، بحيث يتم تسكين كل عائلة في شقةٍ مؤثثةٍ بالكامل، ما يتيح لهذه الأسر تسديد الاحتياجات الضرورية الأخرى التي لم يكن بإمكانهم تأديتها؛ بسبب التزامهم بدفع الإيجار الشهري، بهدف التخفيف عن اللاجئين السوريين، وأوضحَ مديرُ فرعِ مركزِ الملكِ سلمانَ للإغاثةِ في الأردن، نايف بن صالح الشمري، أنَّ المركزَ يُولِي اهتمامًا كبيرًا برعايةِ الأيتامِ والأراملِ، والسَّعي من خلالِ تنفيذِ المشروعاتِ الإغاثيَّةِ للحفاظ على كرامتهم، وضمان وصولهم للخدمات المختلفةِ، ودمجِهم في المجتمعِ).

وهكذَا تظلُّ أيادِي خادمِ الحرمَينِ الشَّريفَين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- سحائبَ يصلُ نفعُهَا لكلِّ ذي حاجةٍ، ليسَ على مستوَى البلادِ فحسبْ، بلْ على مستوَى العالمِ أجمع.

أدامَ اللهُ على بلادِنَا وولاةِ أمرنَا الخيرَ والأمنَ والأمانَ، لتبقَى حصنًا حصينًا للسَّلامِ والإسلامِ، وملاذًا بعدَ اللهِ لكلِّ ذي حاجةٍ ومكلومٍ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store