Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

لسانُ حالِهم.. شماتة بالهلال!!

A A
واللهِ، وتاللهِ، وباللهِ، لَسْتُ ضدَّ نادِي الهلالِ البتَّة، بلْ يمكنُ القول إنَّني مِن أشدِّ المُعجبِينَ بأدائِهِ الرَّاقِي، ومِن المُشجِّعِينَ له، خصوصًا إذَا لعبَ ضدَّ الأنديةِ غيرِ السعوديَّةِ.

وأذكرُ عندمَا فازَ على ناديَي الاتحادِ والأهلِي قبلَ سنواتٍ، أنَّني كتبْتُ مقالًا أصفُ فيهَا مدينتِي الحبيبةَ جدَّة بأنَّها ليستْ (اتحاد، أو أهلي وبحر)، بلْ هِي (هلال وبحر)، رغمَ وجودِ الهلالِ في عمقِ صحراءِ الوطنِ.

وضايقتنِي كثيرًا هزيمةُ الهلالِ الأخيرةِ من قِبل نادِي العينِ الإماراتِيِّ، وأتمنَّى من صميمِ قلبِي أنْ يخرقَ الهلالَ هذهِ العينَ الجريئةَ في مباراةِ الإيابِ يوم الثلاثاءِ المقبلِ، وأنْ يتأهَّلَ لنهائِيِّ أبطالِ آسيَا، ويفوزَ بكأسِهَا، ويُضيفَ كتابًا جديدًا لتاريخِهِ الحافلِ بالإنجازاتِ الكرويَّةِ الكثيرةِ.

ومع هذَا، فإنَّني أدعُو للاستماعِ للجماهيرِ العريضةِ التي تُشجِّعُ أنديتنَا الأُخْرى، مثلَ أنديةِ النَّصرِ والاتِّحادِ والأهلِي، ممَّا قدْ شمِتَتْ في وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ بالهلالِ شماتةً قاسيةً لمْ أرَ مثلَهَا في الماضِي، ولمْ أظن أنَّني سأرَى مثلهَا بينَ أنديةِ وطنٍ واحدٍ، وأبدأُ بالقولِ إنَّ الشماتةَ مُحرَّمةٌ شرعًا، رغمَ أنَّه ليستْ هناكَ شماتةٌ بلَا سببٍ، مثلمَا أنَّه ليسَ هناكَ دُخانٌ من غيرِ نارٍ، فَدَعُوهَا -يا قوم- فإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ!.

وعندمَا أدعُو للاستماعِ لهذهِ الجماهيرِ، فليسَ فقطْ للفضفضةِ، أو حتَّى الطقطقةِ على نادٍ منافسٍ قَد هزمَ أنديتهَا المُفضَّلةَ كثيرًا، بالواحدِ، والاثنينِ والثلاثةِ والأربعةِ، ولكنْ أدعو للاستماع إليها استماعًا علميًّا ومسؤولًا، ومن أكبر القيادات الرياضية والاجتماعية، ودراسة ظاهرة كُرهها للهلال، دراسة مُحايِدة ومتجرِّدة من العاطفة ومُحكِّمة للعقل، وهل صحيح أنَّ هناك مجاملات إدارية وتحكيمية محلية للهلال يقودها بعض المنتسبين لمنظومتنا الكروية؟ الأمر الذي أثَّر على عدالة المنافسة في البطولات المحلية، ولا مانع أنْ يشترك في هذه الدراسة أجانب محترفون، كي تُختزل المنافسات الكروية ضمن تنافس ينتهي مع صافرة النهاية للحكم. ولا يبقَى في القلوبِ والعقولِ، ويُثيرُ الكراهيةَ والأحقادَ والأضغانَ!.

هذهِ دعوةٌ من مُحِبٍّ لكلِّ أنديةِ الوطنِ، والأهمُّ من ذلكَ هو منتخبُ الوطنِ، الذِي أراهُ المتأثِّرَ الأكبرَ والخاسرَ الأوحدَ فيمَا لو استمرَّت المشكلةُ دونَ تدخُّلِ العقلاءِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store