برعاية وزير الثقافة، صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، تنطلق بعد غدٍ عروض «أوبرا زرقاء اليمامة» أول أوبرا سعودية وأكبر عمل أوبرالي باللغة العربية. استغرق تجهيز الأوبرا أكثر من ثلاثة سنوات، لقصة خالدة من تراث الجزيرة العربية، عن «زرقاء اليمامة» المرأة الحكيمة المنحدرة من قبيلة جديس، المرأة التي اشتهرت بقوة بصرها وبصيرتها، وحملت على عاتقها مسؤولية إرشاد وإنذار قبيلتها في ظل خصومات متصاعدة مع قبيلة طسم المجاورة في ظل أحداث ملحمية تُنذر بأخطار كبيرة، وتُختتم بنهاية مأساوية طوت صفحة القبيلتين في تاريخ العرب. ويتضمّن العروض صوراً فنية مستوحاة من جماليات القصة الأصلية، من مشهدية الصحراء والعيون المشوبة باللون الأزرق، والليالي القمراء. وإلى جانب الأداء الأوبرالي الأخاذ، تمنح العروض نظرة ضمنية إلى طبيعة المجتمع العربي في عصور ما قبل الإسلام وأساليب الحياة المتنوّعة.
أول إنتاج أوبرالي سعودي
و «أوبرا زرقاء اليمامة» من إنتاج وتنظيم هيئة المسرح والفنون الأدائية، كأول إنتاج أوبرالي سعودي، وتقام خلال الفترة من 25 أبريل إلى 4 مايو 2024 بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض، بمشاركة مواهب سعودية وعالمية، وفنانون حالمين يقدمون تجربة ثقافية لا مثيل لها، مستوحاة من عمق تراثنا، وهي من تأليف الشاعر السعودي صالح زمانان، والذي استوحى فصول الأوبرا من أساس القصة التاريخية، مضيفاً لها لمسته الأدبية بقصائد شعرية تُغنّى بأسلوب الأوبرا. ويُخرج العمل المخرج السويسري دانييل فينزي باسكا، وألحان الملحن الأسترالي لي برادشو، ويقود الجوقة الموسيقي الإسباني بابلو جونزاليز.
صالح زمانان
فنانون سعوديون وعالميون
ومن المشاركين في العمل مغنية الميزو سوبرانو الشهيرة سارة كونولي التي تقود فريق المغنين الرئيسيين في دور زرقاء اليمامة، والسعوديون خيران الزهراني، وسوسن البهيتي، وريماز العقبي، الذين يشاركون خشبة المسرح مع مجموعة من الأسماء العالمية مثل كليف بايلي، وأميليا وورزون، وسيرينا فارنوكيا، وباريد كاتالدو، وجورج فون بيرغن. كما تُشارك أوركسترا دريسدنر سينفونيكر عبر أداء المقطوعات الموسيقية، وترافق الجوقة الفلهارمونية التشيكية أحداثَ القصة الشيّقة بأصواتها الجميلة. وتهدف هيئة المسرح والفنون الأدائية من خلال إنتاج هذا العمل المسرحي الإبداعي إلى تعزيز الحراك المسرحي، وإحياء وإعادة إنتاج أعمال وقصص شهيرة من تاريخ الجزيرة العربية بشكلٍ معاصر، وقالب إبداعي لتعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف إستراتيجية الثقافة الوطنية.
أعمال نوعية بمعايير عالمية
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، سلطان البازعي، في مؤتمر صحفي أقيم قبل يومين، أن أوبرا زرقاء اليمامة تجسّد عنصراً راسخاً في التراث السعودي، وتعيد تقديم القصة الشهيرة بإطار معاصر يتناسب مع التوجهات الفنية الحديثة وتطلعات الجماهير، معتبراً أن هذا العمل يمثل مرحلة جديدة للثقافة السعودية، تتجسّد فيها أشهر حكايات موروثنا القصصي والثقافي على خشبات المسارح بأعمال نوعية حسب أعلى المعايير العالمية، وهو ثمرة عمل استمر سنوات، جرى فيها تطوير كل تفاصيله باهتمام بالغ، مشيراً إلى أن الأوبرا لها دور فعال في الوصول إلى جماهير جديدة، وتعريف المجتمع بالفن والثقافة المتنوّعة.
سلطان البازعي
وثمّن البازعي متابعة واهتمام صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية، بإنتاج هذا العمل الأوبرالي السعودي الأول والأضخم عربياً، وذلك منذ إعلان سموه عنه في السادس عشر من فبراير الماضي في العاصمة البريطانية لندن.
