الزَّواجُ نعمةٌ من نِعَم اللهِ التِي لا تُعدُّ وَلا تُحصَى علَى الرَّجلِ والمرأةِ فِي حَدٍّ سواءٍ، وهُمَا مسؤولانِ عن رعايتهِ بمَا يُرضِي اللهَ، لاسيَّما الرَّجل الذِي بيدهِ شرعًا عُقدةُ النِّكاحِ.
وهناكَ من الرِّجالِ مَن يرعَى زواجَهُ بمَا أُوتِي من عقلٍ وحكمةٍ، وهناكَ مَن هُو عكسُ ذلكَ، فلا عقلَ لديهِ، بلْ جنونٌ مُطبقٌ، ولا حكمةَ عندَهُ، بلْ جهلٌ مُركَّبٌ.
ومِن هؤلاء الأَخيرَينِ ذلكَ الرَّجلُ -الذَّكرُ- الذِي انتشرَ لهُ مقطعٌ صوتيٌّ في إحدَى المساحاتِ الكرويَّةِ بمنصَّةِ «X» وهُو يتحدَّى مَن معَهُ في المساحةِ قبلَ مباراةِ ناديَي الهلالِ السعوديِّ والعينِ الإماراتيِّ بالإعلانِ عن تطليقهِ لزوجتِهِ بالثَّلاثةِ، وبأنَّ عيالَهُ سيلحقُونَ بأُمِّهم حينَ تذهبُ لبيتِ أهلِهَا وهِي طالقٌ إنْ لمْ يفز الهلالُ على العينِ، ويتأهَّلْ لنهائِي دورِي أبطالِ آسيَا ضدَّ أحدِ أنديةِ شرقِ آسيَا البعيدةِ.
وبالأمسِ فَقَدَ الهلالُ فرصةَ التَّأهلِ للنِّهائيِّ، ويبدُو بمَا لديَّ مِن معلوماتٍ عن أحكامِ الطَّلاقِ أنَّ طلاقَهُ لزوجتِهِ قدْ وَقَعٍَ شرعًا، فماذَا استفادَ هذَا المتعصِّبُ لناديهِ؟! لا شيءَ، بلْ ربَّما لنْ يستطيعَ حتَّى النَّادِي الذِي يتعصَّبُ لهُ أنْ يُفيدَهُ بشيءٍ فيمَا لوْ أرادَ التَّخفيفَ من عاقبةِ مصيبةِ الطَّلاقِ العبثيِّ.
والمقطعُ نفسهُ أعادَ نشرهُ بعضُ مُشجِّعي العينِ الإماراتيِّين وهُم يسخرُونَ من الرَّجلِ، وهذهِ وصمةٌ أكثرُ سلبيَّةً وقُبْحًا قدْ أفرزَهَا التعصُّبُ الكرويُّ كذلكَ، ومَن يَسخرُ مِن قَومٍ فَهًو آثِمٌ قدْ يُعافِي اللهُ المسخورَ منهُ وَيبتلِي السَّاخرَ.
والزَّواجُ نعمةٌ لا يقدِّرهَا إلَّا مَن حُرِمَ منهَا، وهُو عقدٌ مقدَّسٌ لوْ رعاهُ الرَّجلُ والمرأةُ حقَّ رعايتِهِ لتنزَّلت السَّكينةُ عليهمَا، وحفَّتهُمَا السَّعادةُ، وجُيِّرت السَّكينةُ والسَّعَادةُ لذرِّيتهمَا خلالَ حياتهِمَا وبعدَ وفاتهِمَا، وتكوَّنتْ أسرةٌ صالحةٌ ومُفيدةٌ للمجتمعِ والوطنِ.
ومَن يجعلْ لفظَ الطَّلاقِ علَى طرفِ لسانهِ، فلَا شكَّ أنَّه لا يستحقُّ نعمةَ الزَّواجِ التِي عظَّمهَا الربُّ، وخلَّدَ مآثرَهَا العقلاءُ والحكماءُ، وفيهَا يقولُ الشَّاعرُ العربيُّ:
ليسَ الزَّواجُ لِشَهوةٍ وغَريزَةٍ
إِنَّ الزَّواجَ نعمةٌ وَطُهُورُ
ليسَ الزَّواجُ لَنزْوةٍ عابرَةٍ
ذاكَ انفعالٌ وفتنةٌ وتَغريرُ
talalmalgashgari@gmail.com
@T_algashgari
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
