الروحُ أغلَى مَا يُقدِّمه الإنسانُ لوطنهِ ودينهِ.. وفي محافلِ الشَّرفِ هناكَ شهداءُ قدَّموا أرواحَهم فداءً لهذَا الوطنِ.
الوطنُ يُبادلهم الوفاءَ بالوفاءِ، وتُكتَبُ سيرتهُم على مدَى الدَّهرِ بينَ أبناءِ وآباءِ وأهلِ الشهداءِ وهذَا الوطنِ.
سيرةٌ يرعاهَا ولاةُ أمورِنَا -حفظهم الله- خادمُ الحرمَينِ الشَّريفَينِ، ووليُّ عهدِهِ الأمين، في كلِّ عامٍ، وفي كلِّ المناسباتِ.
لقدْ حرصَ سمو ولي العهدِ على الالتقاءِ بأبناءِ الشهداءِ لسماعِهم، وتأكيدِ أنَّ الوطنَ لنْ ينسَى تضحياتِ آبائِهم، فالشهيدُ بذلَ روحَهُ لأجلِ الوطنِ بكافَّةِ القطاعاتِ، سواء القوَّات المسلَّحة أو الأمن العام.
في لقاء هذا العام أتت كلمات ولي العهد لأبناء الشهداء كأبٍ وأخٍ، وعمٍ وخالٍ وصديقٍ.. فخاطبهم بقلب الرحمة، وكلمهم بلغة الشكر، وتحدث إليهم بحكمة الحاكم، أنه معهم، ولن يبخل وطنهم عليهم بشيء.
قبل الصغير، وقدم الشكر للكبير، وبكل تواضع قال لهم كلام لا يقوله إلا من كان همه المواطن الصالح، فما بالك بأبناء الشهداء.
من قلبٍ رهيفٍ، وبلغةٍ واضحةٍ قالَ سموُّه: إنَّ الوطنَ يرعَى أبناءَهُ، ويُقدِّمُ لهم الشُّكرَ على تضحياتِهم من أجلِ أمنٍ وعيشٍ راغدٍ يستمرُّ -بإذن اللهِ- معَ ولاةِ أمرنَا -حفظهم الله-. فالإخلاصُ أساسُ العملِ، والوفاءُ شيمةُ الكبارِ.
الشهيدُ مواطنٌ مخلصٌ تقدَّم لميدانِ الشَّرفِ وهو يدركُ حقوقَ هذَا الوطنِ عليهِ، يدركُ أنَّ أرضَ الحرمَين تحتاجُ أبناءهَا لتقديمِ أرواحِهم فداءً لهَا.
ما أعظم الشَّهادة من أجلِ أقدسِ بقاعِ الأرضِ، فرجالُ هذهِ الدولةِ الفتيةِ يقدِّمُون الغالِي والنَّفيس من أجلِهَا. وقيادتنَا -وللهِ الحمدُ- عاشتْ -ومازالت- تُقدِّم للمسلمِينَ عنوانَ: خدمة الحرمَينِ الشريفَينِ وضيوفهمَا الكِرام هدفنَا.. والوفاءُ من لدن خادمِ الحرمَين الشريفَين وولي عهدِه لأبناءِ الشهداءِ ديدنُ قادتنَا منذُ عهدِ المؤسِّس -طيب الله ثراه-، فلنْ يكونَ هناكَ وفاءٌ في العالمِ من حولنَا مثل وفاءِ قادتنَا لشهداءِ الواجبِ.
* خاتمة:
يُقدِّم ولاةُ أمورنا لأبناءِ شهداءِ الوطنِ رعايةً لا تُقدِّمهَا أيُّ دولةٍ بالعالمِ لأبنائهَا، تضعُ على صدورهم أوسمةً تُسهِّل لهم كلَّ شيءٍ طوالَ العمرِ.. فهم أبناءُ وطنٍ؛ يعرفُون قيمةَ الوفاءِ له، وهُم في قلبِ الجميعِ.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
