Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!

بضاعة مُزجاة

A A
بنسبةِ ٩٩٪، لا أظنُّ إداراتِ شركاتِ نظافةِ شوارعِ جدَّة تُراقبُ عُمَّالهَا العاملِينَ في الميدانِ؛ لضبطِ جودةِ أدائِهِم!.

كذلكَ، وبنسبةِ ٩٩٪ أيضًا، لا أظنُّ أمانةَ جدَّة تُراقبُ إداراتِ هذهِ الشركاتِ؛ لضبطِ جودةِ أدائِها، رغمَ تعاقدِهَا معَهَا بمئاتِ الملايين من الريالاتِ!.

ودليلِي علَى ذلكَ، إنْ سألنِي سائلٌ، هُو ظاهرةُ وقوفِ عُمَّالِ الشَّوارعِ في أماكنَ مُختارةٍ من قبلِهم لمعظمِ دوامِهم الرسميِّ دونَ أيِّ كنسٍ للشوارعِ، أو التقاطِ النفاياتِ منهَا، ووضعهَا في الحاوياتِ قبلَ قدومِ عرباتِ النقلِ الكبيرةِ؛ لنقلِ مخزونِ النفاياتِ إلى الأماكنِ المخصَّصةِ لها خارجَ جدَّة، مثلهم مثلُ أعمدةِ الإنارةِ واقفة بلا حِراكٍ، وأحيانًا معطوبةٌ عن توفيرِ الإنارةِ!.

وأنَا وغيرِي من سُكَّانِ جدَّة نُلاحظُ هذهِ الظاهرةَ كلَّ يومٍ، بلْ كلَّ ساعةٍ من آناءِ الليلِ وأطرافِ النهارِ!.

وسببُ الوقوفِ معروفٌ، وإذَا عُرِفَ السَّببُ بطُلَ العجبُ، وهُو التسوُّلُ المُستترُ بعباءةِ عمالةِ التَّنظيفِ، لقلَّةِ رواتبِ العُمَّالِ من جهةٍ، وتعوُّدِ السُكَّانِ على التصدُّقِ عليهِم بمَا تجودُ بهِ أنفسُهُم من جهةٍ أُخْرَى، ولوْ قارنَ العاملُ بينَ قيمةِ راتبهِ وبينَ مقدارِ الصدقاتِ لرجحَ المقدارُ بنسبةٍ كبيرةٍ، فلماذَا العملُ بينمَا يأتينِي أضعافُ راتبِي من السُكَّانِ؟!.

وعاقبةُ غيابِ الرقابةِ مرَّتين، واحدةٌ من إداراتِ الشركاتِ، وواحدةٌ من الأمانةِ، هي تكدُّس النفاياتِ وانتثارهَا على طولِ الشوارعِ وعرضِهَا، خصوصًا شوارعَ الأحياءِ الفرعيَّةِ، وما يزيدُ هذهِ الطينةَ بلةً هُو لا مبالاةِ كثيرٍ من السُكَّانِ بتوسيخِ الشوارعِ، وإلقاءِ نفاياتِهم إذْ يبدُو أنَّهم يؤمنُونَ أنَّ حدودَ نظافتِهم تقفُ عندَ عتباتِ أبوابِ مساكنِهم من جهةِ الدَّاخلِ، وليسَ من جهةِ الخارجِ، وهكذَا صارَ هناكَ رقابةٌ ذاتيَّةٌ ثالثةٌ من السُكَّانِ لأنفسِهِم قدْ غابتْ كمَا غابتْ الرِّقابتَينِ الأُخْرَيان!.

طيِّب، مَا العملُ؟.

بسيطةٌ، إعادةُ الرقاباتِ الغائبةِ إلى صدورِ وأيدِي الذِين غابتْ عنهُم، واستشعارُ المسؤوليَّةِ، ومعالجةُ المشكلةِ، ولوْ عادتْ فلنشاهد شوارعنَا تلمعُ من النظافةِ الغائبةِ!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store