Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

إدمان السعوديين والمقابر الإلكترونية!

ضمير متكلم

A A
* وفقًا لـ(الاتِّحادِ الدَّوليِّ للاتِّصالاتِ)، فقدْ بلغَ عددُ مستخدمِي الإنترنتِ عالميًّا 5.35 مليارات شخصٍ، وقدْ أتَى السعوديُّونَ والإماراتيُّونَ في المركزِ الأوَّلِ بالشَّراكةِ مع إيسلندا، حيثُ نسبةُ استخدامِهم للإنترنتِ 100% من عددِ السكَّانِ، وهذَا مَا أكَّدهُ تقريبًا تقريرُ (إنترنت السُّعوديَّةِ 2023م)، حيثُ ذكرَ بأنَّ نسبةَ استخدامِ السعوديِّينَ للإنترنتِ وصلتْ لــ(99%).

*****

* تلكَ النسـبةُ في جانبِهَا المُشرقِ تبصمُ علَى أنَّ المجتمعَ السعوديَّ -وللهِ الحمدُ- متعلِّمٌ، وتقَنيٌ بامتيازٍ؛ وهذَا مَا ساعدَ علَى نجاحِ الخدماتِ الإلكترونيَّةِ التِي تقدِّمهَا مختلفُ القطاعاتِ الحكوميَّةِ والخاصَّةِ؛ وذلكَ بعدَ أنْ وفَّرت الحكومةُ لهَا البنيةِ التحتيَّةِ اللازمةِ، الأمرُ الذِي سهَّل علَى المواطنِينَ والمقيمِينَ قضاءَ معظمِ مصالحِهِم واحتياجاتِهِم وهُم في منازلِهِم، وهناكَ إفادةُ المجتمعِ من الإنترنتِ وصفحاتِهَا في التَّعليمِ والوصولِ لكنوزِ المعرفةِ والثقافةِ.

*****

* ولكنَّ الجانبَ المُظلمَ من تلكَ الأرقامِ أنَّ نسبةَ (52.3%) من مستخدمِي الإنترنت في المملكةِ يقضُونَ (7 ساعاتٍ فأكثرَ يوميًّا) في مُعاقَرتِهِ، وتصفُّحِ تطبيقاتِهِ، ومواقعَ تواصلِهِ؛ ولذَا فهُم ثانِي الشُّعوبِ إدمانًا على الإنترنتِ بعدَ الصينيِّينَ، وذلكَ بحسبِ دراسةٍ لـ(جامعةِ مكغيل)، نقلهَا موقعُ (قناةِ العربيَّةِ) شهر يوليو الماضِي.

*****

* ذلكَ الإدمانُ يشهدُ الواقعُ بأنَّ معظمَهُ يدورُ في فلكِ الغرقِ في أمورٍ وصفحاتٍ لا فائدةَ منهَا؛ فهناكَ -مثلًا- متابعةُ المشاهيرِ وأخبارهِم وتفاهاتِهم، والتَّرفيهُ والطقطقَةُ على هذَا أو ذاكَ، ونقلُ الشَّائعاتِ، وصناعاتُ الهاشتاقاتِ اليوميَّةِ في قضايَا سطحيَّةٍ جدًّا!

*****

* صدِّقُونِي إدمانُ السعوديِّينَ على الإنترنتِ لهُ تأثيراتُهُ السلبيَّةُ ليسَ علَى الأفرادِ وأُسرِهِم وتواصلِهِم، بلْ علَى المجتمعِ وأَمنهِ، كمَا أنَّ فيه هدرًا للأعمارِ ومُقَابر إلكترونيَّة لهَا، وهدرًا للزَّمنِ، معَ أنَّ أبناءَ المملكةِ يحتاجُونَ لكلِّ ثانيةٍ فيه، مِن أجلِ مواصلةِ رحلةِ بناءِ وتنميةِ وطنِهِم، وصولًا لرؤيتِهِ الطَّموحةِ 2030م؛ ولذَا فذلكَ الإدمانُ الإلكترونيُّ يُمثِّلُ أزمةً حقيقيَّةً تتطلَّبُ دراساتٍ تُفتِّشُ عن الأسبابِ، ومِن ثَمَّ تضعُ برامجَ تطبيقيَّةً وفاعلةً للمعالجةِ.. وسلامتكُم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store