نشرت
صحيفة سبق ( ١٨جمادىالأولى )،نقلاً عن التأمينات الاجتماعية، أنّ القطاع الخاص أنهى خدمات ٥٠ ألف مواطن خلال الأشهر الـ ٩ الماضية !.
يعني، وبدون لغة الدبلوماسية : «فَصَلَهُمْ» وقاللهم بالعربي : برّة،وبالإنجليزي : Out،وأرونا عرض أكتافكم من الخلف !.
وحجّة القطاع هي خسائره المالية وصعوبة الأوضاع الاقتصادية، ممّا قد يمرّ بها أيّ قطاع خاص، ليس في المملكة فحسْب بل في أيّ بلد، وبما يعتريها من ركود وترشيد وظيفي وتقليص نفقات، لكن أن يطال الفصل عدداً كبيراً من الموظفين في فترة وجيزة، وأن ينحصر في المواطنين الذين هم أصلاً أقليّة في القطاع، وألّا تمسّ مُوسى الفصْل رقاب الوافدين، بل إنّ القطاع وحسب الصحيفة أيضاً قام بإحلال ١٧٢ ألف وافد بدلاً من المواطنين المفصولين، أي أكثر من ٣ أضعافهم، فإن دلّ هذا على شيء فيدلّ على زِيفِ حجّة القطاع وافترائه المبين على المواطنين المفصولين، وأنّه وإن تأثّر سلبياً بالظروف الحالية، لا أحد يُنكر ذلك، إلّا أنه يستطيع الصمود بدليل تطبيقه للإحلال المشؤوم، وأنّ ما يُشاع عن احتمالية انهياره هو هُراء، لكن للأسف يأتي صموده على حساب الوطن الذي وقع خارج حساباته، واستبعده تماماً من عقله وقلبه وجيبه، وهو الأمر الذي يحزّ كثير اًفي القلب، ويشبه راعي بيت قد حصل ضرر في بيته، فيُزيح الضرر عن بيوت جيرانه ويترك بيته وحيداً ليُواجه مصيره، فواحسرتاه على أبناء البلد المفصولين، ويا حسرتاه على قطاع لم يكن ليكون الأضخم في المنطقة لولا الوطن ومواطنوه، وها هو يتنكّر لهم وكأنّهم ليسوا أصحاب فضل عليه، وهذه مصيبة ليس أعظم منها سوى ترْك الجهات الحكومية المعنية له يفعل ما يشاء بلا رقيب ولا حسيب !.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
