Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

عن الأمن القومي الذي تعثر والدعم العربي الذي تبعثر!

A A
حتى وقت قريب لم يكن الأمن القومي العربي بحاجة الى تعريف؛ ولم يكن الدعم العربي بحاجة الى تفسير.

دارت الأيام واستدارت وأصبح الحديث عن الأمن القومي الذي اختل والدعم العربي الذي اعتل يفرض نفسه على الساحة..عفواً عفواً فالساحة نفسها أصبحت ساحات والمسافة ..مسافة السكة ..أصبحت مسافات.

حتى وقت قريب كان الدعم العربي يستهدف الأمن القومي؛ قبل أن يدخل التجار والسماسرة..تجار الأمن القومي وسماسرة الدعم العربي ليخلطوا الأوراق.

يخلطونها في اليمن لصالح إيران؛ ويخلطونها في سوريا لصالح مغتصبي القدس والجولان.

فإن دعوت أو دعمت الأشقاء في ليبيا لغموها؛ وفي العراق فتتوها؛ وفي سوريا دمروها! بالمناسبة هل سمعت عن نظام عربي يقول في جنيف إنه اذا لم ترضخ المعارضة في المفاوضات الجارية سنفعل بإدلب ما فعلناه بحلب؟؟

حتى وقت قريب كان المهدد الأول للأمن القومي العربي هو إسرائيل.. هكذا تعلمنا وتربينا وعلمنا وربينا ..شيئاً فشيئاً ومع توسع الأطماع الايرانية وتوحشها بات المهدد الثاني للأمة العربية هو إيران.

الى هنا أو حتى هنا كان الامر عادياً؛ قبل أن تصبح إسرائيل أو تكاد لاعباً احتياطياً في قائمة بعض العرب؛ وقبل أن تصبح إيران لاعباً أساسياً لدى الفريق الآخر من العرب.. هكذا ضاعت القضايا العربية ولا أقول الأحلام بين الكنيست والايوان.

والثابت أنه حين يتبدل مفهوم الأمن القومي يصبح الإخوة أعداء وتصبح الحقوق العربية سراباً وهباء ويعبث الأعداء بدماء الشهداء.

من يشرب يشرب دم أخيه ومن يأكل يأكل لحم أخيه.. فأنصت واستمع!

كلما اقتربت إسرائيل زادت وستزداد انهار الدم والدمع..وكلما زاد غرور إيران ستشب النيران في كل مكان.

قبل أوباما وبعده.. وقبل ترامب وبعده.. بل قبل وبعد كل الترامبات وكل الاتفاقيات لن ينفع الأمة إلا تركها للسبات ونفضها للأرض الموات.. هكذا شهد النيل من قبل ويشهد بردى والفرات.

الذين يتوهمون أن لديهم طول نظر هم أقصر من في الأمة من رؤية ومن نظر..الذي يجري ويهرول ينخدع بالظاهر ولا يرى المستتر..يوماً قريباً سيتعثر..هكذا تعلمنا دهراً وراء دهر وعمراً وراء عمر.

ويا كل مهرول تأمل وتحرَّ وانتظر.. كي لا تعود خائب الظن مغلق السمع والبصر..إن دعوك أو جئتهم أو جاءوك وفي يدهم سنبلة فاعلم أن في اليد الأخرى قنبلة.

تأكد وتيقن .. الذين يوهمونك أنهم معك في الحرب على الارهاب أخلاء..هم الإرهاب وهم الاعداء..الذين يدعون أنهم يخافون عليكم وعلى دولكم العربية من جرائم الذئاب.. هم الذئب وهم الجرم وهم والدواعش شركاء.

مهما تصورتم أو أوهموكم أن مرض بلادكم سيطول وانه بات من اللازم تحويل اللامعقول الى معقول لا تسألوهم ابداً زجاجة الدواء..مهما توهمتم أو أوهموكم بعد ترامب وقبله أنهم وحدهم يملكون الشفاء.. دواؤهم مسموم وشفاؤهم مكذوب وملغوم.

اذا تمكنوا من اقتيادكم سيتحسسون على ظهوركم مكانهم.. وسيطلقون كلابهم تنهش في سيرتكم بل في وجوهكم.. والأيام بينهم وبينكم..بل بيننا وبينكم!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store