Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

زيارة وزير الدفاع الأمريكي للمنطقة

A A
حتى اللحظة لا نعلم ما هي الأسباب الحقيقية وراء فتور العلاقات مع أمريكا خلال ولاية أوباما الثانية ،خاصة وأن البداية كانت مشجعة جدًا ،ولكن الذي مضى له ما له ،ولنا أن نطوي الصفحة ،ونفكر في مستقبل العلاقات مع حليف

استراتيجي منذ الأربعينيات من القرن الماضي مثلما أكد ذلك وزير الدفاع الأمريكي «ماتيس» الذي يزور المنطقة وفي حقيبته عدد من المواضيع تتطلب من البلدين تركيزًا وإعادة مسار التعاون في الاتجاه الصحيح.

عمق المصالح المشتركة والاستثمارات تتطلبان تعزيز المتابعة الحثيثة والحماية من عبث التدخلات الخارجية لأن أمريكا لا يمكن أن تستغني عن المملكة.. ودول الخليج

لا يوجد لديها بديل جدي وفعال يجعلها تطوي صفحة التعاون مع أمريكا.

السلاح النوعي المستخدم في دفاعات دول مجلس التعاون مصدره أمريكا ،والاستثمارات العملاقة في تصنيع البترول ومشتقاته وبيعه تتم بالدولار ،والعملة المحلية مرتبطة بالدولار الأمريكي. أوروبا البديل المفترض من

الصعب الاعتماد عليها لأن أمريكا لازالت القوة العظمى المؤثرة في أوروبا والعالم بأسره.

مرحلة النمو والتطور التي مرت بها المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ونتيجة انبثاق البترول وعوائده الخيالية لم تثمر نموذجًا يغني عن التحالف الخارجي ويجعل المنطقة تعتمد على قواها الذاتية وبذلك تستقل بقرارها السياسي كليًا وتصبح في غنى نسبي عن الغير ،ونسبي هنا

تعني أن الاعتمادية على تبادل المصالح بين الدول لامفر منها ،والدول المحتاجة أكثر تختار الأفضل والأقرب ملاءمة لتحقيق حماية مصالحها وهذا ما فعلته المملكة خلال الحقبة الماضية.

مخاطر التحالفات العميقة أن الطرف الأقوى يحرص على استمرار الاعتماد عليه لأن ذلك يحقق له مكاسب أكبر وهذا

ما فعلته أمريكا وتحرص على استمراره.

المملكة العربية السعودية أكبر كيان في المنطقة جغرافيًا واقتصاديًا واستراتيجيًا وسياسيًا لا يوجد لها بديل مماثل تستطيع أمريكا أن تركن إليه.موقع المملكة في السياسة الدولية يرتكز على وجود الحرمين الشريفين والطاقة والاستقرار السياسي والموقع الجغرافي الإستراتيجي ،وهذه العوامل إذا أحسن استخدامها ورعايتها ستكون ضامناً ثابتاً لتنمية مستدامة واستقرار أمني وسياسي في المنطقة. والمعضلة الكبرى التي تشوش على العلاقات بين العرب وأمريكا هي إسرائيل وعدم إحراز أي تقدم لحل القضية الفلسطينية لن يذهب بدون حل مستدام يرضى به الطرف

الفلسطيني.كما أن عدم الجدية من قبل أمريكا في التعامل مع الأطماع الإيرانية في الهيمنة على المنطقة زاد من التوتر وشجع إيران على التدخل في شؤون دول الخليج العربي واذا امتلكت ايران السلاح النووي فلا مفر أمام الدول العربية الا امتلاك قدرات ردع نووية تضمن أمنها واستقلالها وهذا

الخيار واضح ولا جدال فيه ،وعلى أمريكا والدول الكبرى الأخرى أن تفهم ذلك.

عودة أمريكا للاهتمام بأمن المنطقة وإنهاء الحرب في سوريا واليمن مشجع في هذه المرحلة مع أن الثمن قد يكون مكلفاً ولكن الخيارات محدودة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store