Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الرؤية والإستراتيجية

A A
من بداية طرح رؤية 2030 والحديث يدور حول الواقع والمأمول من الرؤية وكيفية تنفيذها ،ومع مرور الوقت تتضح المعالم ويتبلورالمفهوم وتنكشف بعض الحقائق والمحركات الرئيسية وراء الإستراتيجية الجديدة للمملكة العربية السعودية.

حديث ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الإعلامي داوود الشريان ليلة الثلاثاء الماضي كان واضحًا ومتميزًا. أجاب الأمير على كل الأسئلة بثقة تنم عن فهم للتصور المستقبلي لإستراتيجية المملكة. وقد سبق المقابلة مع الشريان مقابلة صحفية مع «ديفيد اقنتوس» الإعلامي والكاتب الأمريكي القريب من نبض السياسة الأمريكية ،حيث كان الطرح واضحًا وردود الفعل على مستوى الصحافة العالمية إيجابية تركز على كون هناك رؤية لها أبعاد محلية وإقليمية ودولية.

وإذا نظرنا للمقابلتين من حيث التوقيت والشمولية نرى أن رؤية 2030 لم تأتِ من فراغ وأنها استجابة لتحديات مرحلة

جديدة واضحة ،وأن مقومات التنفيذ متوفرة وكل ما يتطلبه الأمر استراتيجية مرسومة بوضوح واختيار مدروس للقيادات التي ستتولى التنفيذ.

الدراسات الإستراتيجية عادة تترك نسبة معينة في مخططاتها للاحتمالات المستجدة وغيرالمتوقعة حتى تضمن الحد الأدنى من تحقيق الهدف. والطرح الذي أورده ولي ولي العهد له طابع الشمولية وما يمكن أن يفهم ُمنه أن الأمر يتطلب لمَّ خيوط المسألة والحرص على ترابطها واتساق عناصرها الرئيسية. ومن أبرز عوامل نجاح الإستراتيجية أن يتم ربط المشاريع بتوقيت البداية والنهاية حتى لا تصبح مشاريع مفتوحة . فعندما نتحدث عن الإسكان مثلًا يكون لدينا منجز ملموس بعد فترة محددة من الزمن وكذلك التخصيص في المرافق الأخرى.

وعن السياسة الخارجية فإن وضوح الطرح المقنع فيما يخص اليمن وإيران بدد الكثير من الغيوم والشكوك حول سير الحرب الذي توظفه إيران لتحقيق استراتيجيتها الرامية للسيطرة على العالم الإسلامي والأهم من ذلك الإجابة الواضحة والصريحة عن إمكانية التعامل مع إيران بوضعها الحالي والعقليات التي تحكمها ما لم تغير من سياستها المبنية على استراتيجيتها المجسدة في دستورها ووصية الخميني ومساعيها لتصدير الثورة الخمينية عن طريق الإرهاب والحروب بالوكالة لإشعال الفتن في دول الجوار. وفيما قاله

سمو ولي ولي العهد بصراحة غير مسبوقة من مسؤول في قلب دائرة صناعة القرار السياسي في المنطقة ما يكفي لأن يفهم كل من يجري وراء سراب التفاهم مع إيران وتضييع الوقت والجهد في مناورات أصبحت مكشوفة ولا تخدم أحداً إلا رغبات الاستراتيجية الخمينية والحرس الثوري في إيران وعملائهم في لبنان واليمن وغيرهم من الموهومين أن التقارب مع إيران يمكن أن يؤدي إلى نتيجة بدون التخلي عن هيمنة تصدير الثورة الخمينية.

وآخر القول إن في شخصية محمد بن سلمان بن عبد العزيز ظاهرة قيادية جديدة تحمل رؤية المستقبل بوعي وحماس وإتقان للدور والمحتوى فلنا أن نفرح بذلك ونتمنى للأمير الشاب الطموح التوفيق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store