Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

كيف تحصل على وظيفة ومسكن وزوجة؟!

A A
وصل موسى عليه السلام لمدين بعد فراره من فرعون، وكان شاباً في الثالثة والثلاثين من عمره، لم يُصبح نبيّاً بعد، وكان مُعدماً ليس لديه شيء ممّا يحتاجه الشباب!.

وفي مدين رأى امرأتيْن تذودان غنمهما عن بئر ماء، حتى ينصرف رُعاة الغنم الرجال عنه، فسقى لهما ثمّ تولّى لظلّ شجرة، ودعا الله: (ربِّ إنِّي لِما أنزلتَ إليّ من خَيرٍ فقير)!.

وحلّق الدعاء على جناح الإيمان في السماء، واخترق حُجُب الكون العظيم، ومَثُل في حضرة ربِّ العرش الكريم، وعلى الفور تنزّلت الاستجابة، فمشت إحدى المرأتيْن لموسى على استحياء، ودعته للقاء أبيها ليجزيه أجره، وعندما رآه الأب، الذي يُقال أنه النبيّ شعيب عليه السلام، توسّم فيه الخير بفراسة الأنبياء التي لا تُخطِئ، فعرض عليه ما يحلم به شبابُنا في عصرنا الحاضر، أي الوظيفة والمسكن والزوجة، فقَبِل موسى ما رزقه اللهُ إيّاه بسبب الدعاء، لكنّ الدعاء ليس كلّ شيء، خصوصاً لشبابِنا، فهناك أسباب تجعله مُستجاباً، فموسى كان (متواضعاً) لم يتأفّف من وظيفة رعي الغنم كما يفعل بعضُ شبابِنا عندما تُعرَض عليهم وظائف يدوية، وموسى كان (قوياً) قد رفع الصخرة التي وضعها الرُعاة على فوهة البئر لوحده، وشبابُنا يحتاجون للقوة عند أداء الوظيفة، ولا قوة لهم إلّا برعاية صحّتهم وتجنّب السهر والتدخين والتغذية السيئة، وموسى كان (أميناً) إذ تقدّم المرأة خلال مشيهما لمضارب أبيها لئلّا تقع عيناه على جسدها ، وشبابُنا يحتاجون للأمانة والبعد عن الفساد، وموسى كان (مُوفِياً) بعقده مع شعيب وأتمّ مُدّته كاملة، وشبابنا يحتاجون للإيفاء الحسن!.

لو سألني شبابُنا: كيف نحصل على وظيفة ومسكن وزوجة؟ فسأجيبهم بأن يفعلوا مثل موسى، وبالطبع لن يصبحوا أنبياء، لكن قد يصبحون وجهاء ووزراء!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store