رحيل الوزير

في اللقاء الذي عقد مؤخراً بنادي جدة الأدبي أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد - كما نشر في صحيفة عكاظ يوم الخميس الماضي - بأنه سيعمل على التجديد والإضافة النوعية وأنه سيرحل إن لم ينجح في مهمته مشيراً إلى أن اللوائح والأنظمة ليست مهمة قدر ما يهمه المنتج ، مبدياً استعداده وفريق عمله لتهيئة أرضية مناسبة للكتاب والمثقفين والأدباء .

معظم اللقاءات التي يجتمع فيها المسؤول مع الجمهور تكون حافلة بالعديد من الأسئلة والإجابات الهامة ، واللقاء الذي عقد مع معاليه وحضره نخبة من الأدباء والمثقفين والإعلاميين ساهم في تشخيص واقعنا الإعلامي بكل شفافية ووضوح إذ أكد معاليه بأن هناك هجمة شرسة على المملكة وأننا في حاجة ماسة لقوة ناعمة فاعلة كما أشار إلى أنه في الوقت الذي لم يطلب فيه من أحد أن يمجد ما ليس موجوداً فإن من حق الدولة أن نشيد بالمنجزات داعياً المثقفين بأن يكونوا جزءاً من استراتيجية الإعلام مع احتفاظهم بحق النقد الإيجابي وإن كان قاسياً مؤكداً بأن الوزير راحل والمثقف باقٍ .

لا يخفى على الكثير الحالة الراهنة لإعلامنا اليوم وما يواجهه من تحديات ، كما لا يخفى عليهم الحاجة الماسة لتطوير الكوادر البشرية العاملة في هذا المجال خصوصاً ونحن نعيش نقلة كبرى تكنولوجية حرصت وسائل الإعلام على الاستفادة منها بشكل كبير مما ساهم في وجود تفاوت كبير بين وسائل الإعلام المختلفة فمنها من واكب ذلك التطور ومنها من لايزال يتعامل مع الأحداث بطرق تقليدية تعتمد على الخبر والصورة المنقولة والانتظار لمعرفة ما يصدر من آراء وردود فعل وغيرها من الأصداء أو التوجيهات لتحديد المسار الإعلامي .

لا أعتقد بأن هناك وقتاً لتطوير وزارة الثقافة والإعلام أفضل من هذا الوقت فقد تم تحديد رؤية واضحة ( رؤية السعودية 2030 ) كما تم إطلاق برنامج للتحول شمل العديد من المبادرات والبرامج الجديدة وهاهو وزير جديد تم تعيينه أكد بأنه « لا يحب تجميع الصلاحيات» بالرغم من أن زملاءه « يحاولون إقناعه بالبيروقراطية « ، وها نحن نعقد الأسبوع الماضي 3 قمم على مستوى العالم مما جعل العالم أجمع يعرف من هي المملكة العربية السعودية .

وزارة الثقافة والإعلام يعقد عليها الكثير من الطموحات والآمال سواء من قبل القيادة أو من قبل الجمهور ، ومع ما تشهده البلاد من نقلة نوعية في الكثير من الخدمات التابعة للعديد من الوزارات فإن سقف التطلعات والطموحات لهذه الوزارة سيواصل ارتفاعه خصوصاً وأن التقدم والتطور في المجال الإعلامي أصبح بسرعة مذهلة.