عندما يأتي العيد فإن هذا مؤشر عام بانتشار السعادة والفرح والبِشر والمسرَّة بين أفراد المجتمع، فالعيد موسم سنوي يخرج الناس فيه من شهر الطاعات ليفرحوا بما قدَّموا من عبادات، سائلين المولى عز وجل أن يكونوا من المقبولين ومن الفائزين، غير أن البعض -وللأسف- لا يعرف معنى الفرح في العيد، بل إنه ينشر الحزن والهم والنكد، تارةً بدعوى فراق رمضان، وتارةً بدعوى أننا مجتمع جاد وعملي ولا مكان للفرح بيننا، أو أنه في الأساس لم يعرف للفرح طريقًا أو معنى في حياته.
العيد يوم السلام والبِشر، ويوم التسامح والتحاب، والتعاطف والتواد، يوم يحرص الناس من خلاله على أن يكون العيد نقطة تحوُّل، وأن يكون بداية مرحلة جديدة، فالبعض يستفيد من العيد ليفرح من خلال التواصل مع مَن قطعه، أو من خلال التسامح مع مَن أساء إليه، أو تبادل الهدايا مع الأقارب والأصدقاء، أو من خلال قضاء وقت ممتع جميل مع أفراد العائلة، أو الخروج في نزهة، أو غيرها من الأساليب، التي تُدخل الفرح والسرور بالعيد.
البعض - للأسف - لا يعرف معنى الفرح والسعادة وقضاء الأوقات الجميلة، سواء في العيد أو في غيره، فحياته سقيمة مليئة بالغضب والسخط، فهو يسعى إلى تشويه المعاني الجميلة للعيد، فإما أن يبقى مكتئبًا أو ينام أو أمام القنوات الفضائية، فهو لا يقوم بزيارة قريب أو صديق، ولا يخرج في نزهة مع أسرته وأبنائه، بل وأحيانًا يرفض استقبال أحدًا من الزوار الذين قد يسعون لزيارته.
مِن الناس مَن يجعل مِن العيد مأساة بسبب تهوّره وانفعاله وسرعة غضبه، وارتكابه حوادث شنيعة، فعلى الرغم من أن العيد مناسبة فرح وسعادة، فإن البعض يأبى ومن خلال بعض الممارسات إلا أن يجعل منه ذكرى محزنة، بل وأحيانا مؤلمة، تستمر مع هؤلاء لفترةٍ طويلة، وتبقى في ذاكرتهم أعوام عديدة، فكم من أسرة فقدت عزيز عليها في العيد جراء تهور وتجاوز الآخرين، وكم من أسرة ابتلاها الله بسجن عزيز لها في العيد لتصرُّف مُسيء منه، فأمثال هؤلاء هم ممَّن حرصوا على أن يُشوّهوا حقيقة العيد، ليجعلوه مناسبة مؤلمة بدلًا من أن يكون مناسبة سعيدة.
العيد مناسبة سنوية سعيدة، يجب أن نسعى لإخراجها بمظهرها الحقيقي، وهو الفرح والسعادة والبهجة والسرور، وعلى البعض أن يتعلَّموا كيف يفرحوا وكيف يقضون وقتًا ممتعًا مع عوائلهم، فإن لم يفعلوا ذلك فإنهم يرتكبون جريمة يُشوِّهون من خلالها معنى العيد الحقيقي.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
