Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

التحولات تحتاج إلى قيادات

أمل وعمل

A A
قبل أكثر من عام نشرت مجلة هارفارد بزنس ريفيو مقالًا بقلم (دان بونترفراكت) بعنوان: (القيادة في زمن التحولات الكبرى)، وهذا الحال تمر به العديد من المؤسسات والشركات، ويُصاحبها بعض الألم خلال المرحلة الانتقالية التي قد يكون فيها بعض الاضطراب، لكنها في نفس الوقت تساهم في تقديم شخصيات قيادية إدارية مميزة، والتي يكون لها القدرة على صياغة عالم جديد، وتحمُّل ألم تلك المرحلة، ومعالجة أي خلل قد يطرأ خلال المرحلة الانتقالية وتحقيق أهداف التغيير المطلوبة.

من النماذج التي قدَّمها المقال وصول «لو غيرستنر» إلى شركة IBM عام 1993م، وأنقذ الشركة في تلك المرحلة المضطربة من خلال طريقة تفكير جديدة، مما ساهم في نهاية المطاف في زيادة قيمة الشركة وتنمية إيراداتها بأكثر من 40%، وهناك مثال آخر متعلق بشركة P&G

، ففي صيف عام 2000 خسرت الشركة قرابة 85 مليار دولار من رأسمالها في السوق، وجاء الرئيس الجديد في ذلك الوقت وهو «آي جي ليفلي»، وبدأ بتفسير قِيَم المؤسسة وتعريف معاييرها في ضوء التغيير والمنافسة، وبحلول عام 2010 زادت إيرادات الشركة عن 80 مليار دولار، وزادت قيمته السوقية بأكثر من 100 مليار دولار.

التحولات الكبرى أو كما وصفها المقال (العتبات الكبرى)، تحتاج إلى قيادات مميزة تستطيع أن تفهم معنى النظام وروحه، ولا تقرأه فقط، وتستخدم الكرسي كوسيلة لا كهدف، وتتحمل الفشل ولا تلقيه على الآخرين، وتجعل من النظام وسيلة لتكريم الآخرين لا اضطهادهم، وتعمل على صنع الإمكانات ولا تتخذها عذرًا لعدم الإنجاز، وترفع شعار العمل كفريق واحد، وتعترف بالقدرات لا بالشهادات فقط، وهي قيادات توحي وتلهم، ولا تأمر وتنهي، وتسعى إلى جمع الآخرين من حولها، ويكون لديها رؤية واضحة وخارطة طريق تسير عليها وقِيَم حقيقية تؤمن بها وتُطبِّقها على أرض الواقع، وتقوم بإيجاد بيئة توافقية تضمن تحقيق التحوُّل والتغيير بالرغم من وجود الاختلاف في وجهات النظر والآراء.

مرحلة التحوُّل والتغيير هي مرحلة عادةً ما يصاحبها بعض الألم، إذ إنها مرحلة انتقال من مستوى إلى مستوى آخر من المفترض أن يكون أعلى وأفضل، مما يستدعي تحرُّك شامل لكل المستويات، ولا يوجد تحرُّك لا يُصاحبه تغيير، ولا يوجد تغيير يمكن أن يحصل على إجماع، ولكن في نهاية المطاف لابد لنا جميعًا أن نؤمن بأن هذا التغيير المأمول لابد له من قيادات إدارية تستطيع تحمُّل ألم التغيير، وليس مديرين، وبدون تلك القيادات لن نتمكَّن من مواصلة التحرُّك، والخيار الآخر هو الجمود مما يعني الفناء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store