Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

من ينقذ تراثنا من الحرائق؟

أمل وعمل

A A
قبل أكثر من ثلاث سنوات احتفل سكان جدة والمهتمون بالتراث والآثار بانضمام جدة التاريخية لقائمة التراث العالمي ( اليونسكو ) ، وهذا الانضمام لم يكن سهلاً أو يسيراً بل احتاج إلى الكثير من الجهد والوقت وصل إلى أكثر من خمس سنوات وشارك في هذا الإنجاز عدد من الجهات الحكومية على رأسها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وأمانة جدة ومحافظة جدة وأمارة منطقة مكة المكرمة وقد عملوا جميعهم بشكل متميز لتهيئة ملف هذا الموقع بشكل متميز بحيث يتم قبوله واعتماده من قبل اليونسكو .

حظيت المنطقة التاريخية بمدينة جدة بدعم غير مسبوق من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين فقد سبق أن تم اعتماد ميزانية إجمالية بقيمة 220 مليون ريال لهذه المنطقة لتنفيذ مشاريع تحسينية منها تصنيف المباني التاريخية ورصف شوارعها وإنارتها والعمل على حمايتها وتحديث نظام البناء فيها كما سبق أن تم تأسيس إدارة لحماية جدة التاريخية لحماية المباني التراثية من الهدم والتعديات كما تم تشكيل لجنة عليا لمشروع إطفاء الحريق بجدة التاريخية وتم توقيع العقد قبل 6 سنوات وتنفيذ المرحلة الأولى من شبكة المشروع غير أنه لم يكتمل .

هذا الجهد الجبار وهذا العمل الرائع والمتميز لهذه المدينة التاريخية أصبح مهدداً بين فترة وأخرى بالضياع والتلاشي فقد بلغ إجمالي حوادث الحرائق في المنطقة التاريخية بجدة ( 10 ) حالات خلال عامين ونصف وكان عدد الحالات المصابة فيها 5 حالات وحالة وفاة ، وهذا مؤشر خطير للغاية يجب أن تستنفر من أجله الجهات المعنية لمواجهته والتحرك للحد من مثل هذه الحرائق المتكررة .

يفيد المدير السابق للدفاع المدني بجدة اللواء المتقاعد

عبدالله بن حسن جداوي في حوار له مع جريدة المدينة نُشِرالأسبوع الماضي في معرض تعليقه على الحريق الذي اندلع مؤخراً في 6 مبانٍ بالمنطقة التاريخية بجدة « إن المشكلة الأساسية لجدة التاريخية تكمن في عدم التنفيذ والتطبيق لقرارات اللجان المختصة» ، وقال « بعض الأشخاص يفضلون مصلحتهم الشخصية على المصلحة العامة المتمثلة في المحافظة على التراث العمراني ، ولابد من الإخلاء الفوري من المباني المصنفة أنها تاريخية ، ويغلق ويصحح وضعها باستخدامات مناسبة ، منادياً بإخلاء المباني التي يسكنها مجهولون « .

الدولة لم تقصر وصرفت العشرات بل مئات الملايين على هذه المنطقة ولكن زيارة واحدة لأي فرد لتلك المنطقة تكفيه أن يعرف بواطن الخلل في تلك البقعة التاريخية ابتداء بساكنيها ومروراً بتجهيزات السلامة فيها وانتهاء بالأنظمة والقوانين التي تنظم وضع مبانيها وسبل المحافظة عليها.

المنطقة التاريخية بجدة مهددة اليوم بتكرار ما حدث من حرائق ولابد من جميع الجهات أن تجتمع على الفور وتضع حلولاً جذرية لعدم تكرار ما سبق وتوفير وسائل السلامة والحماية لهذه المنطقة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store