Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

عن الحج!

A A
احترت كثيراً في ماذا أكتب في هذا الوقت إذا لم أكتب عن الحج الذي شرف الله به هذه الأرض المباركة وأهلها منذ نزول الوحي بل منذ أبينا ابراهيم عليه السلام وبناء الكعبة المشرفة ،وفي ذلك من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الكثير ،فالشوق للكتابة عن مكة المكرمة وأهميتها في وجدان الإنسان المسلم والمدينة المنورة وحب سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام يأسر الألباب ويحفز للحديث عن مواسم الحج والزيارة وما تتطلبه من إعداد وتجهيزات وحماية أمنية وسكن وغذاء ونقل واحتياطات ضد أي زلل من أي جهة كانت حتى يتمكن الحاج من أداء فريضته في أمن وأمان ويعود سالماً الى وطنه وأهله بعد أن منَّ عليه الله بأداء الفريضة وبالرحمة والغفران. ومع ان الدولة منذ القدم تبذل جهوداً جبارة في توفير الراحة والاطمئنان للحجاج والمعتمرين إلا أن التطورات التي حصلت في العقدين الماضيين أحدثت نقلة نوعية في توسعات الحرمين الشريفين وزيادة السعة الاستيعابية بشكل خيالي وعلى أعلى المستويات وبأعلى جودة في التنفيذ وحسن الاختيار، وذلك مستحق لا خلاف عليه لأنه لأعظم مسجدين في الاسلام التي هي أيقونة الحضارة الإسلامية وأماكن العبادات الروحانية ورمز الوطن وعزته. والمواطن السعودي وأي مسلم غيور على الاسلام والمسلمين وأماكن العبادة ينتضي فخراً واعتزازاً ويفرح بما يراه من تطور وحسن إدارة ولا ينكر ذلك إلا جاحد.واذا كنا مقصرين في المباهاة الإعلامية بما تقدمه المملكة لخدمة الحرمين الشريفين فلاننا نعتبر ذلك واجباً لا فضلاً ولا منة ،وهو لوجه الله تعالى ولخدمة الاسلام والمسلمين. ومع ذلك فان الجهد التنظيمي واللوجستي في كل المجالات الحياتية لرعاية الملايين الوافدة في كل عام وعلى مدار السنة تشكل هماً كبيراً تضطلع به الجهات المعنية برحابة صدر وبدون تردد ولا تطلب مقابل ذلك إلا راحة الحجاج والمعتمرين والاطمئنان عليهم في المسكن والتنقلات وتوفير الغذاء والرعاية الصحية.والحج كما هو معلوم محكوم بضوابط دينية تتطلب التنقل الى المشاعر في أوقات محددة وحسب تعليمات التفويج المقررة من المطوفين والجهات الأمنية والخدمية. كما أن الجهود للحد من الافتراش والالتزام بقرار «لا حج بدون تصريح» الذي ابتكره أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل وفقه الله خفف من أعباء الافتراش والنظافة والتنظيم المقنن الذي تلتزم به جهات التفويج وإدارة الحشود وفق الضوابط الدينية والتعاليم الشرعية.

ان اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بعمليات الحج ووقوفهم مع المسؤولين التنفيذيين على مدار الساعة خلال الموسم دليل على ما توليه المملكة وقيادتها من اهتمام ورعاية لشؤون الحج ولا أحد يتكلم عن التكاليف لان التركيز على التكليف الرباني بخدمة البيت العتيق ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام بدون الالتفات لما تبثه الأصوات النشاز عن تسييس الحج.

حفظ الله لأرض الحرمين الشريفين أمنها واستقرارها وأيد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بنصره وبلَّغ الحجيج مرامهم في أداء الفريضة ومنَّ عليهم بالعفو والمغفرة وكل عام وكل حاج وزائر بخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store