Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

«إيران»: أحلى من الشرف مفيش!!

A A
• تقوم فلسفة السياسة التوسعية الإيرانية على استغلال فكرة المظلومية، كحجة للتدخل في شؤون جيرانها من دول المنطقة، وعلى تخبيب بعض الطوائف على حكوماتها وأنسجتها الوطنية الداخلية.. ورغم أن الواقع المشاهد؛ والنتائج الكارثية للتدخلات الإيرانية تشهد بعدم صلة هذه التصرفات لا بالشرف ولا حتى بالإنسانية، إلا أن الرسائل التي يبثها الإعلام السياسي الإيراني آناء الليل وأطراف النهار، تحاول مغالطة هذا الواقع القبيح، وتصوير اللص الإيراني على أنه السوبرمان (الشريف) الذي يناصر المظلومين في كل مكان!

• من الطبيعي جدًّا أن تجد هذه الرسائل التي ترتكز على الكذب، والتدليس وقلب الحقائق، هوى في نفوس الحمقى والخونة والعملاء، ممن يُقدِّمون مصالحهم الشخصية الضيقة على مصالح شعوبهم وأمتهم، وما تلفَّظ به وزير الشؤون الخارجية القطري قبل أيام في الجامعة العربية من ادعاء شرف (مضحك) لنظام يقاطعه كل شرفاء وعقلاء العالم لا يخرج عن مغالطات من باعوا أنفسهم بثمن بخس من أجل التمرغ في بلاط كسرى طهران!

• لدي قناعة راسخة أن وَهْم الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في العالم العربي ليس صراعًا حقيقيًّا؛ بل هو صراع مفتعل، وأن ما يشعل جذوته هي جهات استعمارية، وأنظمة عدوانية تقوم على الفكر التوسعي؛ كالنظام الإيراني الذي تحاول قطر منحه نوط الشرف!. ولعل التدخل في اليمن والانحياز الطائفي للحوثي؛ ومع نظام الأسد في سوريا، ونصر الله في لبنان وغيرهم، ينسف أي محاولة لتجميل وجه هذا النظام، الذي باعد الله بينه وبين الشرف كما باعد بين المشرق والمغرب.

• المحاولة القطرية (الشرفنة) السجل الإيراني غير المشرف، تُذكِّرني بالممثل المصري الراحل (توفيق الدقن) الذي كان يُمثِّل دور الشرير عديم الأخلاق في جل أفلامه، تحت (لازمة) ظريفة يتهكَّم بها من الشرفاء قائلاً: «أحلى من الشرف مفيش»! وهو عين التناقض الأخلاقي الذي تمارسه إيران اليوم.. ولو يعلم العرب الذين يحاولون الجمع بين (إيران والشرف) مدى ما يكنه لهم هذا النظام من عداء وكراهية، وما تحمله الشخصية الفارسية عمومًا من عنصرية تاريخية ضد كل ما هو عربي؛ ما تجرأوا على الجمع بين المتناقضات.. فإذا كانت الرسالة الإعلامية السياسية الإيرانية ترتكز على المظلومية -كما قلنا- في خطابها العاطفي لأنصارها العرب، فإنها تقوم في الواقع على الانتقام منهم من خلال أدواتها التدميرية كالحوثي والأسد ونصر الله، وميليشيات سليماني، ومن لف لفّهم من الخونة العرب، والمشهد السياسي الملتهب من حولنا يشهد بذلك.

• العرب الذين يحاولون منح إيران صفة الشرف لمجرد أن العالم قد قاطعهم مثلما قاطع إيران، هم مثل من يحاول تلميع صورة اللص؛ لأن المجتمع وضعهم ضمن اللصوص!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store