جاء صوته قلقًا أو متصنعًا القلق ليسألني من تونس: ماذا عن وضع الشارع السعودي اليوم؟! كنت في الطريق من المسجد إلى الجريدة، الكائنة في شارع الصحافة بجدة، فقلت على الفور: الشوارع مليئة بالمصلين الذين انتهوا من صلاة الجمعة، وضاقت بل فاضت بهم المساجد، فصلى بعضهم في الشوارع المحيطة! قال: والأمن؟ قلت: لمحت جنديًا واحدًا يصلي، لكنني في الحقيقة لست متأكدًا من كونه رجل أمن أم رجل مرور!
قلت بحسن نية: ولماذا تسألني اليوم تحديدًا؟ قال: لأن جدول 15 سبتمبر سيكون مزدحمًا بالجماهير! قلت: ما أعرفه أن الاتحاد بجماهيره سيُواجه الفيصلي في جدة، والشباب سيستضيف الباطن في الرياض، والفتح سيستدرج الرائد في الأحساء! قال: وما توقعاتك لنتائج 15 سبتمبر؟ قلت: الاتحاد سيعود، وفرص الشباب أكثر، وشيكابالا قد يُسجِّل في الفتح! شعرت بسخف السؤال، وشعر بسخرية في إجاباتي، وهذا ما يستحقه، هو و15 سبتمبر!
الخميس 14 سبتمبر
ألغت الحكومة التونسية رسميًا كل النصوص القانونية المتعلقة بمنع زواج التونسية المسلمة بالأجنبي غير المسلم! وكتبت الناطقة باسم رئاسة الجمهورية «سعيدة قراش» عبر تويتر: مبروك لنساء تونس تكريس حق حرية اختيار القرين!
وبالتزامن مع القرار المثير في تاريخ تونس، والأمتين العربية والإسلامية والعالم كله، دار جدل آخر في تونس حول اختيار شخصين في الحكومة شغلا مناصب وزارية في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي!
قالت الباحثة في جامعة أكسفورد «مونيكا ماركز»: إن إختيار هذين الشخصين تحديدًا يكرس مبدأ الإفلات من المحاسبة! وقال المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية السابق: إن اختيار الشخصين يؤكد أن تونس تسير نحو منعطف خطير! قلت: هل انزعجتم من اختيار قرين أو قرينين أو أكثر من حكومة «بن علي» القديمة، ولم تنزعجوا من اختيار التونسية المسلمة لقرين صهيوني متعصب مثلاً، ينجب منها أولادًا وبنات؟!
الأربعاء 13 سبتمبر
سحبت السلطة الفلسطينية طلب انضمام دولة فلسطين إلى منظمة السياحة العالمية.. وكالعادة دافعت الخارجية الفلسطينية عن قرار السحب بأنه جاء استجابة لاقتراح أمين المنظمة بتأجيل الطلب منعًا للاستفزاز وبناءً على تقديرات مرتبطة بمواقف دول أعضاء! في المقابل وكالعادة أيضًا رحبت الخارجية الإسرائيلية بالقرار وقالت: إنه جاء نتيجة جهود كبيرة قادها وزير السياحة «يائير لافين»! ورغم الخجل الفلسطيني الكبير لم تترفق منظمة «بني بريت العالمية اليهودية» بالموقف الفلسطيني الخجول، إذ أعلنت في بيان» «أنه لا ينبغي السماح للفلسطينيين بقلب النظام العالمي والتمتع بمعاملة تمنح لأي مجموعة أخرى»!.
الثلاثاء 13 سبتمبر
أعاد التوجه اللبناني الرسمي للمشاركة في إعادة إعمار سوريا الجدل حول «التطبيع من النظام»، ومن الواضح ولا أستخدم مصطلح «من سخريات القدر» أن ينقلب الحال في سنوات قليلة ليس من المشاركة في إعادة إعمار لبنان الي إعادة إعمار سوريا، وإنما من التحذير من التطبيع مع إسرائيل، إلى التطبيع مع بشار!
من الواضح على هذا النحو أننا نسير إلى التحذير من التطبيع بيننا باعتباره شرًا مستطيرًا أكثر منه مع إسرائيل!.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
