في الماضي -وفي بعض الجهات والهيئات الحكومية في عصرنا الحالي- كنا نجد المعاملات التي يتم من خلالها التخاطب بين بعض الجهات الحكومية تتطلب أيامًا وأحيانًا أسابيع طويلة إذ ترفع الجهة طلبها لرئيس الجهة الأخرى من خلال خطاب رسمي برقم وتاريخ ويتم قبل الإرسال إعداد ومراجعة الخطاب من قبل عدة أقسام في تلك الجهة ثم يرسل الخطاب لتلك الجهة وبموجبه يقوم رئيس الجهة الأخرى باستقبال الطلب بعد أخذ رقم وتاريخ للوارد ثم يعرض الموضوع على بعض الإدارات لأخذ مرئياتهم وتوصياتهم ثم يقوم بالرد على تلك الجهة إما بالموافقة أو الرفض وأحيانًا بالاستفسار عن بعض الجوانب الأخرى مما يعني أن المعاملة ستأخذ وقتًا أطول حتى يتم الرد على تلك الاستفسارات.
بعض الجهات الحكومية تؤكد يومًا بعد يوم بأنها تحرص على مسابقة الزمن وتعمل على أن تتجاوز الطرق التقليدية في التخاطب فيما بينها وأن تمارس أسلوبًا عصريًا في أخذ القرارات ومن تلك الجهات هيئة الترفيه وهيئة الرياضة واللذان قدما مؤخرًا نموذجًا عمليًا بسيطًا عن أسلوب التواصل فيما بينهما، إذ لم تستغرق إجابة هيئة الرياضة على استفسار هيئة الترفيه عن إمكانية حضور العوائل للاحتفال بفعالية يوم الوطن يوم السبت والأحد 23، و24 سبتمبر في استاد الملك فهد سوى 4 دقائق حيث كان رد هيئة الرياضة (الله يحييهم درة الملاعب جاهزة للعوائل والشباب لنحتفل كلنا بيوم الوطن) وقد جرى ذلك الحوار من خلال الحساب الرسمي للهيئتين على (تويتر).
سعدت كثيرًا بهذا الأسلوب في الحوار وبهذه البساطة في أخذ القرار وبهذه الخطوة الرائعة في التفاهم من قبل جهتين حكوميتين تعملان سويًا على خدمة وإسعاد المجتمع فبالرغم من أن لكلتا الجهتين أنظمة وتعليمات وصلاحيات تحرصان على تنفيذها إلا أن آلية تطبيق تلك الأدوات الإدارية تم من خلال أسلوب عصري حديث بعيدًا كل البعد عن الأساليب التقليدية والمخاطبات الرسمية والرفع لجهات أخرى أو غيرها من الآليات التي قد تستغرق زمنًا طويلًا.
السماح للعوائل لحضور فعالية (ملحمة وطن) في استاد الملك فهد ضمن احتفالات اليوم الوطني أمر إيجابي وطبيعي وذلك وفق ما تضعه الدولة من أنظمة وضوابط لتنظيم حضورهم، فالاحتفالات بشكل عام والوطنية بشكل خاص لا يمكن أن تنحصر في الشباب فقط وتحرم منها العوائل، بل إن معظم وسائل الترفيه المختلفة والأنشطة الاجتماعية والرياضية والفعاليات المتنوعة في كل أنحاء العالم إنما وجدت لكي تستمتع بها العائلة وليس الشباب وحدهم، فشكرًا لهيئة الترفيه وهيئة الرياضة على هذا الحوار العصري وأتمنى من باقي الجهات الحكومية أن تستفيد من هذا النموذج وأن تتخذ العديد من القرارات الأخرى بين الجهات المختلفة بهذا الأسلوب البسيط .
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
