بعض وسائل الإعلام تقوم بتقديم برامج إخبارية متنوعة وتناقش في تلك البرامج موضوعات مختلفة ولإثراء تلك الموضوعات فإنها تحرص على استضافة بعض الشخصيات التي من المفترض أن يكون لديها علم ودراية وخبرة وتخصص لتقديم إضافة مفيدة للموضوع وإفادة المشاهد بمعلومات جديدة وطرح عصري وحديث.
وسائل الإعلام تلك أحيانا لا تحرص على معرفة بعض الشخصيات التي تقوم باستضافتها ولا يكون لديها إلمام ببعض الضيوف الذين يتم دعوتهم سواء للحضور إلى الاستديو أو من خلال المشاركة على الهاتف أو حتى الكتابة، ولضيق الوقت أحيانا أو لعدم الإعداد الجيد للبرنامج، فإنه يتم دعوة شخصيات غير معروفة وغير معروف خلفيتها العلمية أو ارتباط خبرتها وتخصصها بالموضوع الذي يتم دعوتها للمشاركة فيه.
مؤخرا نشرت صحيفة الشرق الأوسط خبرا يفيد بأن صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية كشفت عن هوية أحد الضيوف الذين يتم دعوتهم للمشاركة عبر شاشات القنوات المصرية الإخبارية باعتبار أنه محلل سياسي للقضايا الأمريكية والشرق الأوسط في حين تبين بأن الوظيفة الأصلية لهذا الضيف هي صناعة الساندوتشات في أحد المطاعم، وبالرغم من أن الرجل متعلم وقد كان مدرسا للغة الإنجليزية في مصر قبل أن يهاجر لأمريكا لدراسة اللغة الإنجليزية هناك ثم قرر البقاء والإقامة ومن ثم العمل في أحد المطاعم إلا أنه كان يُقدَّم في تلك القنوات بأنه خبير ومحلل دولي.
أعتقد بأن هذا الضيف لا يتحمل الخطأ، فهو يُقدِّم رأيه بغض النظر عن طبيعة مهنته أو عمله الأساسي، والإنسان العامل المجتهد لا تؤثر عليه طبيعة عمله خصوصا إن كان يؤديه بشكل مميز ولكن الخطأ كل الخطأ يقع على تلك القنوات الفضائية التي قامت باستضافته على مدار الشهور الماضية وقدمته للجمهور بأنه محلل وخبير سياسي، وكما يقول أحد مديري التحرير السابقين في إحدى القنوات (إن عجز معدي البرامج عن الوصول إلى شخصيات مسؤولة ومهمة ومتخصصة يدفعهم للتهاون والاستعانة بشخصيات غير معروفة ويتم تقديمها بأنها خبيرة في الشؤون الدولية وأحيانا ينجح هذا الضيف في اللقاء الأول مما يتسبب في تكرار الاستعانة بهم مستقبلا دون التعرض لتخصصهم أو معرفة خبرتهم).
لا يوجد عيب في العمل الشريف مهما كانت طبيعته، والبعض يمكنه أن يقدم مهاراته وقدراته بأشكال مختلفة، ولكن من المهم أن تحرص القنوات الفضائية ومعدي البرامج فيها على التأكد من خبرات وتخصصات ومجالات عمل ضيوف برامجها، وألا تقوم بدعوة أحدهم ما لم تكن لديها إلمام كامل بخبراته وتخصصاته ومجالات عمله إضافة إلى جودة أسلوبه ونقاء أفكاره ومنهجه حرصا على مصداقيتها وسلامة رسالتها الإعلامية.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
