Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

بعد فرحة المواطن بالتأهل لكأس العالم!!

A A
العامل المشترك بين الـ٦٢٥٠٠ مواطن، الذين تواجدوا في ملعب الجوهرة بجدّة، وبين ملايين المواطنين الذين تسمّروا أمام التلفزيون، ليلة فوز منتخبنا على اليابان، وشجّعوه بوطنية أسفرت عن تأهّله لبطولة كأس العالم التي ستُقام في روسيا، هو حبّهم لوطنهم، وفرحتهم بالتأهّل!.

هذه الفرحة وُلِدت من رحم انتصار في كرة القدم، فما بالكم إن وُلِدت من أرحام انتصارات أكبر في مجالات المعيشة، التي تهمّ المواطن أكثر؟ مثل ماذا؟ أتسألونني؟ حسنًا سأجيبكم: مثل الانتصار على البطالة، وإيجاد وظيفة براتب يكفي الحاجة لكلّ مواطن، سواءً في القطاع الحكومي، أو في القطاع الخاص الذي يستحوذ الوافدون على معظمه، وقد وصلت البطالة حدًا لم يعد حتى حملة الشهادات العُليا كالماجستير والدكتوراه يجدون معه وظائف بسهولة، وقد ينتظرون سنوات حتى يتوظّفوا بدعوة الوالديْن وكثيرٍ من الحظّ!.

ومثل الانتصار على أزمة الإسكان، السهلة الممتنعة، نعم إنّها سهلة بوجود الكثير من الأراضي وأساسيات البناء، لكنّها ممتنعة باحتكار هذه الأراضي وغلاء الأساسيات، ولم تُشْبِع مُنتجاتُ وزارة الإسكان المواطنَ كثيرًا، ولا قروض الصناديق الحكومية، ولا قروض البنوك المُرهِقة، فظلّ رهينًا لمُتقلّبات الأزمة!.

ومثل الانتصار على ارتفاع الأسعار، بما في ذلك أسعار فواتير الخدمات كالكهرباء والمياه والهاتف والمجاري وغيرها، فضلًا عن الغرامات والرسوم المالية، التي أثقلت كاهل المواطن، فضلًا عمّا يتردّد من رفع كبير قادم لأسعار البنزين في الوقت الذي لم نُنشئ معه نظام نقل عام يُقلِّل على المواطن استخدامَ سيّارته، ويُجنّبه انعكاس رفع سعر البنزين السلبي على أسعار البضائع الأخرى!.

دعوني ألخّص المقال في «تسعطعشر» كلمة:

لقد أسهمت جهاتنا الكروية بتفريح المواطن، وأتمنّى إسهامًا مماثلًا من جهاتنا الأخرى المعنية بهذه المجالات، إنّها تقدر، والمواطن يستحق!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store