Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

فلسطين وصوت العرب الساطع في الكرملين

إضاءة

A A
كنت قد بدأت في كتابة إضاءة اليوم عن صوت العرب والمسلمين، الذي جاء قويًّا ونقيًّا في الكرملين؛ عندما باغتني الزميل الصديق عبدالله الذبياني بتغريدته الجميلة عن ذكرى عبور الجيش المصري العظيم في حرب أكتوبر ١٩٧٣.

والحق أن ثمة قاسما مشتركا يجمع بين المناسبتين اللتين حدثتا في شهر العبور.. الأولى عام ١٩٧٣، والثانية في عام ٢٠١٧.

فإذا أضفنا إلى ذلك أكتوبر ١٩٥٦، ستكتشف معي أن فلسطين التي سطعت بالأمس في الكرملين على لسان الملك سلمان بن عبدالعزيز مازالت تتغلغل في شغاف القلوب وحتى الصميم.. وتأمَّل معي:

في أكتوبر عام ١٩٥٦، وكما ورد في سلسلة توثيق المصرية، أصدرت السعودية بيانًا تعلن فيه التعبئة العامة بتوجيه من الملك سعود بن عبدالعزيز، الذي اتصل بالرئيس جمال عبدالناصر ليُؤكِّد له أن المملكة حكومةً وشعبًا جاهزة لتقديم كل ما تطلبه مصر لرد العدوان عليها. وتزامن البيان مع وصول الأمير سلمان والأمير فهد والأمير عبدالله الفيصل وآخرين من فرقة المجاهدين السعوديين، التي تكوَّنت للدفاع عن الأمة العربية، وعودة الحق لفلسطين.

وفي أكتوبر ١٩٧٣، كان العبور العظيم، وكانت الوقفة التاريخية للملك فيصل بن عبدالعزيز قولًا وفعلًا، مُسجِّلا اسمه بأحرف من نور في سجل التضامن العربي الحقيقي.. كانت الحرب في البداية والنهاية من أجل فلسطين.

وفي أكتوبر ٢٠١٧، كان صوت الملك سلمان يدوي داخل الكرملين، معلنًا تمسُّك العرب بدولة فلسطينية عاصمتها القدس المحتلة.

في ضوء ذلك أقول براحةٍ تامة وضمير سليم: دعك من الداخلين، والذين يريدون أن يدخلوك معهم في هذا التيه العقيم.

دعك من الذين يرجفون ويُروِّجون لأكذوبة أن القضية الفلسطينية ماتت أو ستموت تحت وقع صفقة القرن.

لا تَدُر مع هؤلاء في فلك هذا المدار الأثيم.. دعك من هؤلاء اليائسين والمسيئين، الذين يريدون تحويل الأمة كلها إلي غابة من القلق والهموم.

لا تنجرف في هذه الهوجة، ولا تنجرف مع الموجة، ولا تبحر أبدًا على سفن من هشيم.

لقد تحدث الملك سلمان في الكرملين فيما يختص بفلسطين نيابةً عن النفوس الأبية، والعيون، التي لا تنام.. إنها النفوس التي مازالت تأمل في اخضرار القتام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store