Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

٢٠سنة كتابة صحفية!!

A A
عمّا قريب سأُكْمِلُ ٢٠ سنة من الزمان من الكتابة في بلاط الصحافة.. صاحبة الجلالة!.

أظفاري الكتابية بدأت نعومتها في جريدة «عكاظ»، فـ»البلاد»، ثمّ اخشوشنت في «المدينة» بعد أن انتظمْتُ واستقرّرتُ فيها واتّخذْتُها دارًا لقلبي وقلمي، وأنا الآن لا أفكّر في ترْكها، ألا يقولون في الأمثال: «من ترك داره قلّ مقدارُه»؟.

وخلال الـ٢٠ سنة نُشِرَت لي ما لا يقلّ عن ٣٠٠٠ مقال، ٩٩،٩٩ في المئة منها عن مشكلات النّاس، ورغم عددها الكبير لم أحرص على الاحتفاظ بها ورقيًا أو إلكترونيًا لتجميعها ضمن سلسلة كتب كما يفعل الكُتّاب الباقون، والتربّح منها ماديًا، فمبدئي في الكتابة هو ما أدعو به الله يوميًا أن يُوفقّني فيها، ويأجرني عليها، ويرزقني خيرها، ويكفني شرّها!.

وكتبْتُ عن مشكلات كثيرة للناس، كحبّات الرمل في تعدادها، وتعمّقْتُ فيها وسبرْتُ أغوارها بالقراءة العامّة في الكتب والصحف والمجلّات والإنترنت، محاولًا فهم تفاصيلها كي أستطيع الدلو بدلوي فيها، والحمد لله حُلَّ الكثير منها، وبقي الكثير أيضًا ممّا لم يُحلّ لأنّها أقوى من عضلات الكاتب مهما كانت «منفوخة»!.

والناس ينظرون إليّ ككاتب وكأنّ في حوزتي خاتم سليمان وعصا موسى، وما علموا أنّني مثلهم، تصيدني كاميرا ساهر فأدفع الغرامة مُنصاعًا، وتُقطع عنّي الخدمات إن تأخّرْتُ في تسديد فواتيرها، وتضحك عليّ وكالة سيّارات في ضمان فنّي و»تُنشِّف» ريقي من بلعومه، وربّما لا يتمّ تكريمي إلّا بالإشارة العابرة بعد وفاتي، ولديّ من المشكلات الأخرى ما قد يُحلِّق أحيانًا بالنوم بعيدًا عنّي، لكنّني بفضل الله لا أكتب عنها تجنّبًا للشخصنة، وأنا في هذا مثل الباب الخشبي المُخلّع في بيت النجّار!.

٢٠ سنة مضت من الكتابة، هي حياة بكلّ تفاصيلها، ولا أدري متى تنتهي، فأنا وأنتم رهن إرادة الحيّ الذي لا يموت!.

دعواتكم لي بالخير، أحبّتي!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store