Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

فك الارتباط بين الملل وحصة النشاط

الحبر الأصفر

A A
عِندَمَا يَجلس مُعلِّمَان أَو مُعلِّمتَان، لَا حَديث لَهما إلَّا عَن «الكَارِثَة». ولَا أَعنِي هُنَا كَارثة سيُول جُـدَّة، التي بَدَأَت تَعود إلَى الوَاجِهَة بكُلِّ حَزم.. وإنَّما كَارثة حِصّة النَّشَاط..!

لَن أُطيل الحَديث عَنهَا، بَل سأَنشُر رِسَالَة وَصلَتني؛ مِن أُستَاذة مُتخصِّصة، تَطرح فِيهَا خُطّة مُقتَرَحَة، لاستثمَار سَاعة النَّشَاط، حَيثُ تَقول: (تَورَّطت وزَارة التَّعليم فِي إضَافة سَاعة نَشَاط، بدُون آلية لتَفعيل مَاهية هَذا النَّشَاط، والمُقلق لَو لَم تُفعَّل هَذه السَّاعَة الفَائِضَة بشَكلٍ مُثمر، ستُسبِّب مَشَكِلات لَم نَحسب حِسَابهَا.

أَذكر عِندَما كُنتُ فِي الولَايَات المُتَّحدة، كَانَت المُعلِّمَات تُخصِّص خَمس دَقَائق أَو أَكثَر؛ لتَشرَح فِي بِدَاية كُلّ حصّة، نوعًا مِن أَنوَاع الذَّكَاءَات المُتعدِّدة، مَع تَدريب جَذَّاب، يُعلِّم الطَّالب كَيف يَكتَشف نوع ذَكائه، فإنْ وُجِد عِنده قصُور فِي نوعٍ مُعيَّن مِن الذَّكَاء، يَتم تَطويره بالتَّدريب والمُحَاكَاة، وإذَا زَاد وَقت الفَرَاغ، كَانت المُعلِّمَة تزيد التَّدريبَات، لتَحفيز نمُو كُلّ الذَّكَاءَات بطَريقةٍ مُتسَاوية..!

فمَا هي تِلك الذَّكَاءَات؟.. إنَّها نَظريَّة تَعمَل عَلَى إلغَاء مَفهُوم: أَنَّ ثَمَّة إنسَانا غَبيا أَو أَقَل ذَكاءً، لتُؤكِّد أَنَّ كُلّ إنسَانٍ يَتميَّز بنوعٍ مِن الذَّكَاء، الذي يَتفوَّق بِهِ عَلَى غَيره، وهَذه النَّظريَّة تَنقَسَم إلَى ثَمانية ذَكَاءَات أَسَاسيَّة هي: الذَّكَاء اللُّغَوي، والمَنطِقي، والمَكَاني، والذَّاتي، والحَركي، والنَّغمي، والبِيئي، والتَّفَاعلي.. ويُمكن قِيَاس كُلّ نوع مِن الذَّكَاء للطَّالب والطَّالِبَة، كَما يُمكن تَطوير دَرجة الذَّكَاء- بسهُولَة- بتَدريباتٍ مُمتِعَة، وهي مُتَاحة عَلَى شَبكة الإنتَرنت، فلَو افترضنَا تَدريب الطُّلَّاب عَلى نوعٍ وَاحِد مِن الذَّكَاءَات أسبُوعيًّا، بمُعدَّل خَمس سَاعَات، سيَكون الدِّمَاغ فُعِّل إلَى أَقصَى حَالَاته، والنَّتيجَة فِي نهَاية السَّنَة الدِّراسيَّة، تَطوير الذَّكَاءَات الثَّمَانية عِند الطُّلَّاب، وبالتَّالي تَتحقَّق الاستفَادة مِن السَّاعَة الفَائِضَة، بطَريقةٍ مُثمِرَة، عِلمًا بأنَّ تَطبيق هَذه التَّدريبَات؛ لَا يَتطلَّب مَرافِق إضَافيَّة، أَو إمكَانيَّات يَصعب تَوفيرهَا)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: لَعلَّ الوزَارة تَستَفيد مِن هَذا الاقترَاح، خَاصَّة أَنَّ آرَاء أَهل التَّعليم؛ مُنقَسِمَة إلَى أَقسَام، فمِنهم مَن يَرَى أَنَّ هَذه السَّاعَة نِعمة مِن الله، ومِنهم مَن يَرَاهَا سَاعة إضَافيَّة، تُضاف إلَى سَاعَات المَلَل الذي يَكثر فِي المَدَارس..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store