Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

وماذا عن لبنان المختطف..؟!

A A
استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري بعد فترة قصيرة ظن أنه سيستطيع العمل مع حزب إيران لمصلحة لبنان وعندما وصل إلى طريق مسدود كاد يودي بحياته -حسب قوله - ويلحق بوالده الذي كان أكثر دهاءً وتجربة، ولكنه عندما وصل إلى مرحلة حرجة مع حزب إيران اغتالوه. وعلى أي حال الابن نجا وأصبحت لبنان مرة أخرى في مهب الريح. لم يكن هناك شك أن وجود لبنان مختطفاً من إيران وعملائها أصبح يشكل صداعًا مزمنًا للعالم العربي ولدول الخليج على وجه الخصوص ،وما لم تحصل معجزة تحجِّم نفوذ إيران في المنطقة فإنها ستستمر في مشوار مخطط الهيمنة الذي رسمته مستخدمة إخواننا الشيعة العرب والتخطيط الدقيق للإرهاب وتدمير المجتمعات العربية من الداخل. شاهدنا ذلك في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

المجتمع اللبناني ذكي وتركيبته خليط سني/شيعي /مسيحي، كانوا متعايشين مع بعضهم حتى اخترقت إيران التوافق اللبناني وقوَّت الفصيل الشيعي بالمال والسلاح وأصبح لبنان أسير خطتها بعيدة المدى .

ولم يقتصر نشاط إيران في لبنان على ما تفعله في ذلك البلد الأسير، فقد تدخلت في سوريا لصالح نظام بشار المجرم ، وهبت لدعم الحوثيين في اليمن وتحرض الشيعة المتمردين في البحرين ودول الخليج الأخرى مثل الكويت والسعودية. وبقدر ما يريد الإنسان الابتعاد عن التعميم عندما يخص التحليل نفوذ إيران وتأثيرها على الإخوان الشيعة في كل الدول العربية وربما الدول الإسلامية التي يتعاطف بعضها مع إيران بدون إدراك المخطط الصفوي الطائفي الذي يخطط للهيمنة على كل الدول الإسلامية، إلا أن الواقع يفرض نفسه والطائفية أصبحت المنفذ القوي والورقة الرابحة التي تلعب بها إيران، ولذلك لابد من التنبيه بأن الخلايا النائمة في دول الخليج يجب الانتباه لها قبل أن تتوسع الأزمة وتنفجر تلك القنابل في وجه المجتمع ،فكل لبناني شيعي يعتبر منتمياً لحزب حسن نصر الله بدون شك لأن حسن نصر الله هو الآمر الناهي في وقت السلم والحرب ،وإذا كان العامل الاقتصادي ورقة فعالة فلماذا لا ينظر لاستثماراتهم ومدى جدوى بقائهم في المنطقة.

وتعديل السلوك هو مقصد كل دين وكل قانون وكل نظام اجتماعي ،وعندما يصبح السلوك خلايا سرطانية متعمقة ومنتشرة تهدد الجسم بالانهيار وتعيق النمو وتحول دون إحقاق العدالة فإن أي علاج لاستئصال ذلك السرطان يصبح واجباً ومطلباً وطنياً يصطف خلفه كل مواطن يريد الإصلاح والعدالة والأمن والاستقرار.

من الصعب على أي محلل سياسي أن يأتي بأكثر مما يقوله ويعرفه اللبنانيون أنفسهم، وآخرها ما ورد في خطاب الرئيس سعد الحريري الواضح وما يعرفه كل لبناني أيًا كان الفريق الذي ينتمي إليه، فأهل لبنان أدرى بهمومها ومشاكلها، ولو اقتصر الصراع في لبنان على اللبنانيين لهان الأمر ولكنها أصبحت منصة انطلاق لإيران تمارس عبثها من خلالها.

أمريكا وأوروبا تعرف ذلك ولكن المتضرر الأكبر العالم العربي. والأهم في الوقت الراهن أن يتوقف دعم إيران للحوثيين. لبنان محل عناية خاصة للأوربيين وبدلاً من مغازلة إيران كان عليها أن تأخذ مواقف أكثر جدية نحو تصرفاتها في لبنان وكل دول المنطقة.

بالنسبة للعالم العربي لايمكن إصلاح حال لبنان وحسن نصر الله وحزب ولاية الفقيه مسيطرون ومستمرون في المخطط الإيراني ،والاستمرار على الوضع الراهن يخدم إستراتيجية إيران بعيدة المدى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store