Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

هذا.. ولم تأت المروج والأنهار!!

بضاعة مزجاة

A A
في جهات جدّة مسؤولون، ما شاء الله ولا قوّة إلّا بالله، مثقفون ثقافةً عامّة وعالية، فضلًا عن مجال تخصّصهم الدراسي، الهندسي في الغالب!.

وجلُّهم لديه شهادة البكالوريوس، وبعضهم يحمل شهادة الدكتوراة التي تنوء بحملها العُصْبة أولى القوّة!.

وبمثل هذه المؤهلات هم حتمًا يعرفون الحديث الصحيح للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم الذي قال فيه: «لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا»!.

وطبعًا ستعود الجزيرة العربية التي تشغل جدّة جزءًا لا يُستهان به من مساحتها مروجًا وأنهارًا بسبب واحد هو الأمطار، وها هي قد بدأت رحلة عودتها التدريجية بحكمة من الله عزّ وجلّ كي نستعدّ لها، ويتضح ذلك في كوْن أمطار كلّ عام تكبر عن أمطار العام الذي سبقه، ومع ذلك فلا يُخطّط مسؤولو جهات جدّة لاستقبالها، ولا يُجهّزون لصرفها بالتي هي أحسن، ولا ينفّذون مشروعاتها متينةً أمامها، فتستمرّ في إغراقها للبلاد والعباد، ويتسمّر المسؤولون أمامها مُسلّحين بأحلى ابتسامة، كلٌ يدرء عن نفسه الفساد والإهمال والقصور، ويرمي بالكرة لملاعب الجهات الأخرى، مرّة بالـ»فاول» وثانية بالـ»كورنر» وثالثة «بالبنالتي» كما هو الحال في كرة القدم، والعاقبة التي لا تتغيّر هي غرق جدّة مع أوّل رشّة من الأمطار!.

ومع كلّ عام تنكشف جدّة أمام شبر الماء الذي ينزل من السماء، ولا تصمد أمام الأمطار ولو لدقائق، مرافقها وشوارعها وأنفاقها وأحياؤها وملاعبها وجامعاتها ومطاراتها، إلخ إلخ إلخ، وما في جهة أحسن من جهة، بل هناك جهة أسوأ من جهة، وهناك غرق دائم، وهناك نعمة تتحول لنقمة، وهناك رحمة تتحول لعذاب، هذا ونحن بانتظار المروج والأنهار، فكيف إذا أتت واثقة الخطوة تمشي مَلَكًا؟ تالله، ولولا أنّ ذلك كان أمرًا مقضيًا لدعوتُ الله ألّا تأتي، فنحن لسنا مستعدّين، لا للمروج ولا للأنهار، ولا للنعمة ولا للرحمة، وحسبنا الله ونعم الوكيل!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store