Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

ذبح القدس.. أيام لها تاريخ!

تذكرت ذلك بألم وحسرة وانا أقرأ أمس بيان المنظمة الذي يقول : "إنه في حال قررت الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فان المنظمة ستعتبر ذلك "اعتداء" على العرب والمسلمين بل وسيتم عقد "اجتماع استثنائي

A A
يترقب أطفال فلسطين، وهم العنصر الأساسي المعني بمسألة القدس والمسجد الأقصى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو عدم إعلانه، ذبح القضية الفلسطينية باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

أعرف أن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي سيشجبان ويستنكران بل سيرسلان رسائل ونداءات للإدارة الأمريكية وللدول الأوربية لكن التاريخ يقول لنا باليوم وبالساعة أنها محض صيحات ضائعة وقرارات مضياعة.

ولأن ذلك كذلك أقول إن المعنيين بالأمر- أمر القدس والأقصى- هم أطفال فلسطين والعرب وليست الأجيال الحالية التي قد تقرر عقد اجتماع لتحديد موقف بحيث تقرر اتخاذ موقف بعد قراءة الموقف وقد ينتهي الأمر بتوجيه رسالة.

وبمناسبة توجيه الرسالة ومن المصادفة أو من سخريات القدر أن الجامعة العربية قد أرسلت قبل نحو 72 عاماً وتحديداً في شهر نوفمبر 1945 بعد أشهر من قيامها برسالة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، أعربت فيها عن رغبتها في أن لا تتخذ الحكومتان الأمريكية والبريطانية أي قرار «يتعلق بالهجرة إلى فلسطين أو يمس أي تسوية لقضية فلسطين بدون مشاورة الدول العربية وموافقتها».

وكان ما كان وجاء المهاجرون من كل مكان فأرسلت الجامعة رسالة أخرى للإدارة الأمريكية والبريطانية تقول فيها «إن مجلس جامعة الدول العربية يؤكد من جديد عزم دول الجامعة، مواصلة الدفاع عن حقوق عرب فلسطين حتى يرجع الحق إلى نصابه. وأن مجلس الجامعة لن يلين ولن ينثني عن عزمه على رفضه أي مشروع من شأنه أن يؤدي إلى تقسيم فلسطين، أو تأسيس رأس جسر صهيوني فيها. كما وأنه لن يدخر وسعاً في القيام بكل ما تتطلبه الظروف والأحوال للاحتفاظ بصفة فلسطين العربية باعتبارها جزءاً حيوياً من الوطن العربي الكبير».

ومن الرسائل الشهيرة تلك التي أرسلتها الجامعة العربية للولايات المتحدة وبريطانيا في 16 سبتمبر 1947، تعلمهما بأن كل قرار يتخذ بشأن فلسطين لا ينص على قيام دولة عربية مستقلة فيها «يهدد بإثارة اضطرابات خطيرة في الشرق الأوسط. وأن الدول العربية عازمة على تأييد الفلسطينيين في سبيل الدفاع عن عروبة وطنهم».

لاحظ معي هنا تكرار نفس المفردات وليس المعاني فقط.

هذا على المستوى العربي من خلال جامعة الدول العربية، أما على المستوى الإسلامي فبعد ستة أشهر من الاجتماع الأول، تبنى المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الخارجية المنعقد في جدة في آذار 1970 إنشاء أمانة عامة للمنظمة، كي يضمن الاتصال بين الدول الأعضاء وتنسيق العمل. عين وقتها أمين عام واختيرت جدة مقراً مؤقتاً للمنظمة، بانتظار تحرير القدس، حيث سيكون المقر الدائم.

هكذا وانتظاراً لعقد الاجتماع في القدس جاء ترامب ليعلن أو يوشك أن يعلن القدس عاصمة لإسرائيل.

تذكرت ذلك بألم وحسرة وانا أقرأ أمس بيان المنظمة الذي يقول : «انه في حال قررت الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فان المنظمة ستعتبر ذلك «اعتداء» على العرب والمسلمين بل وسيتم عقد «اجتماع استثنائي

على مستوى مجلس وزراء الخارجية ومن ثم عقد مؤتمر القمة الإسلامي (بشكل) استثنائي في أقرب وقت على أن يحدد تاريخه ومكانه لاحقاً»

لن أردد الأغنية المصرية الشهيرة التي تقول « ان البوسطجية اشتكوا من كتر مراسيل المنظمة والجامعة العربية» لكني سأقول ان اطفال فلسطين سيصدون يوماً سهام الغدر ولن يوقفهم مد ولا جزر.

ولسوف سيظل الاقصى أذاناً ونداء ومنبعاً دائماً للقصّاصين والشعراء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store