Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

أيها الآباء.. هل تكفيكم هذه الدراسات؟

A A
اليوم نجد كثيرا من الأسر ورغبة منها في إشغال صغارهم وإلهائهم رغبة في عدم إزعاجهم، فإنهم يقدمون لهم أجهزة الجوال الخاصة بهم أو الأجهزة اللوحية لينشغلوا بها ليصبح هذا الجهاز مع مرور الوقت جزءا من حياتهم وفي كثير من الأحيان لا يعرف الآباء الضرر الذي يمكن أن ينتج من تعلق هؤلاء الأطفال بتلك الأجهزة خصوصًا وأن بعضها قد يوقف بكاء الطفل أو حركته أو غيرها من الطلبات التي يلح بعض الأطفال عليها.

بالأمس نشرت صحيفة المدينة مشكورة نتائج 8 دراسات دولية علمية عن 7 أمراض خطيرة يمكن أن تصيب الأطفال جراء الإفراط في استخدام الأجهزة اللوحية، وقد تضمنت نتائج تلك الدراسات سلسلة من المخاطر والتحذيرات والكفيلة باغتيال براءة أولئك الأطفال واسقاطهم كضحايا لمجموعة من الأمراض النفسية والبدنية والتي يمكن أن تساهم في

تدمير مستقبلهم.

​من نتائج تلك الدراسات التي تم نشرها دراسة جامعة أكسفورد عن التواصل والتي أشارت إلى أن الأجهزة الذكية تسببت في أزمات تتعلق بتواصل الأطفال مع الواقع الحقيقي من حولهم بنسبة تجاوزت 53% بل إن تلك الأجهزة تحل محل الآباء في عمليات الإرشاد والنصح وتفرض حالة من العزلة على الطفل، أما دراسة جامعة لندن فقد أشارت أن تلك الأجهزة تقلل من وقت نوم الأطفال وأن كل ساعة يقضيها الطفل أمام تلك الأجهزة تقلل ما معدله 15,6 دقيقة من فترة النوم، أما دراسة وزارة التعليم في اليابان، فقد أكدت بأنه كلما زاد الوقت الذي يمضيه التلاميذ في استخدام تلك الأجهزة انخفضت فرص نجاحهم في المدرسة، أما دراسة مستشفى صعوبات التعبير في كندا فقد أشارت بأن الأطفال الذين يقضون وقتا طويلا أمام شاشات الهاتف الذكي يعانون صعوبة النطق وغياب القدرة على التعبير عن أنفسهم بالكلمات بل إن كل 30 دقيقة يقضيها الطفل في استخدام الأجهزة تسبب خطرا في تأخر النطق والتعبير الشفهي بنسبة 50%، في حين أشارت دراسة جامعة سانت لويس الأمريكية بأن الوميض الناتج من المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في الألعاب في تلك الأجهزة تتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، وهناك دراسات أخرى تم نشر نتائجها ويضيق المجال لذكرها هنا.

أطفالنا أمانة في أعناقنا وبعض الآباء قد يستهين بترك تلك الأجهزة بين أيدي الأطفال لساعات طوال للبعد عن ازعاجهم واعتبار أنهم يعيشون اليوم مرحلة مختلفة غير التي كنا نعيشها، ولكن أتمنى أن تساهم الدراسات السابقة -وغيرها كثير- في توعية أولئك الآباء وتحذيرهم فهم بهذه الطريقة يغتالون براءة أطفالهم ويقضون على قدراتهم ومواهبهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store