Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

مَن المستفيد مِن إعادة النشر؟!

A A
مع تسارع وتيرة الأحداث وكثرة التغييرات وتعاقب الظروف؛ لم يَعُد بمقدور كثير من أفراد المجتمع أن يتذكَّر ما حدث في الماضي، أو أن يُلِم بجميعِ الوقائعِ أو الأقوالِ أو الآراءِ التي تمت، أو يستحضِرَ من قال بعض التصريحات؟ ولِمَ قِيلت؟ ومتى قيلت؟ ولولا وجود التقنية التي أسهمت في حفظ المعلومات، واستطاعت أن تجعل تاريخ العديد من الأمم والأجيال السابقة؛ فضلًا عن أقوال المعاصرين، في متناول اليد ليصل إليها الكبير والصغير، ويعرف متى وكيف قِيلت دون أي مشقة أو عناء، لفقدنا الكثير من تراثنا، كما ضاعت العديد من كنوز المعرفة والثقافة، وتاه الناس بين الماضي والحاضر.

مع تغيُّر الظروف والأوضاع، فإن العديد من شؤون حياتنا قد تغيَّرت اليوم، وهذه حقيقة لا جدال فيها، بل إن هناك برنامجًا وطنيًّا أُطلق عليه اسم (برنامج التحول الوطني)، وهو أحد البرامج التنفيذية المنبثقة من الرؤية السعودية 2030، ويقوم بإعداد الأجهزة الحكومية المشاركة في البرنامج لأداء الدور المناط بها، إضافةً إلى بناء القدرات والإمكانات اللازمة لتحقيق أهداف الرؤية، والمتغيرات الموجودة اليوم هي متغيرات شاملة، سواء في الإطار الاقتصادي أو الاجتماعي، غير أنها تقوم على الوسطية والاعتدال والتوازن، كما تقوم على المحافظة على الثوابت والمبادئ والعادات والتقاليد، ويصاحب تلك المتغيرات اختلاف في بعض الآراء تجاه بعض القضايا الاجتماعية، والتي كان الموقف منها مختلفًا في الماضي، مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة، والدخول للملاعب... وغيرها من المتغيرات الأخرى.

بعض مثيري الفتن مِن عُشّاق نشر بعض الآراء الغريبة، أو المقاطع المثيرة لبعض الأشخاص، ومواقفهم من بعض القضايا في الماضي، التي لا تتوافق مع واقعنا المعاصر اليوم، ولا مع المتغيرات التي تمّت فيه، يعمد بين آونةٍ وأخرى إلى استغلال حفظ التقنية لتلك الآراء والمواد، ويقوم بإعادة نشرها؛ بهدف إثارة الرأي العام، ورغبةً في نشر البلبلة والفوضى، من خلال وسائل التواصل الاجتماعية، إضافة إلى تأجيج اختلاف وجهات النظر، وزعزعة الأمن والاستقرار، وتهديد وحدة الصف وتلاحم أفراد المجتمع، ويستغل أمثال هؤلاء الأشرار نسيان الموجودين في وسائل التواصل الاجتماعية لتلك المواد، ويقومون بإعادة نشرها، دون التأكد من صحة مضمونها أو من تاريخها الذي نُشرت فيه، أو ما إذا تم الرد عليها من الجهات المختصة أو لا، فكل همّه هو أن يقوم بإعادة نشر كل ما هو غريب أو شاذ دون التحقق منه.

هذه قضية نأمل أن يتم التصدي لها بكل حزمٍ وجدية من قِبَل الجهات المختصة؛ لأن أمثال هؤلاء مِن أصحاب الفِكر الضال، الذين قد أفلسوا ولم يَعُد لديهم ما يُؤثِّرون به على أمن واستقرار هذا الوطن، فيعمدون إلى إعادة نشر كل قديم وبائد لإثارة الرأي العام وتضليله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store