Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

حتى لا يموت الحب في شوارع بيروت!

ثم أي قانون هذا بل أي تعليمات تقضي بمنع الحب بين سوريا ولبنان، أو بين القاهرة وعمان، فيما يسمح للشباب العربي بالزواج من إسرائيليات؟!

A A
في زمن الوجع العربي نقلت «الشرق الأوسط» عن مراسلها في بيروت، فقرات أو تعليمات صادرة عن الأمن العام في لبنان تقضي بمنع الحب بين أي شاب سوري وفتاة لبنانية، أو بين شاب لبناني وفتاة سورية!

هكذا وفي زمن الوجع العربي لم يعد بالإمكان للحب أن يمشي في شوارع بيروت.. حيث يسمح فقط للموت.. وفات هؤلاء أن الحب نفسه مثل الموت لا يفقد بكارته أبداً!

وجاء في التعليمات الخاصة بموت الحب، والتي لا تسمح له أو به في البيوت وفي شوارع بعلبك وصيدا وبيروت، أن هناك مفكرة قانونية تقضي بإلزام الأمن العام مستخدمي العاملات الأجنبيات - وأنقل هنا حرفياً- بالإبلاغ عن أي علاقة حب أو زواج قد ترتبط هاتيك العاملات بها، تمهيداً لترحيلهن!

ووفقاً لمراسل «الشرق الأوسط» في بيروت فقد سبق صدور كتابين رسميين يتعهد بموجبهما شابان سوريان بطلب من الأمن العام، بعدم الارتباط بأي فتاة لبنانية خلال فترة الإقامة أو الدراسة في لبنان!

وجاء في حيثيات الموضوع الذي أثار استياء ناشطين لبنانيين وسوريين أنه لا يوجد تعميم رسمي بضرورة الالتزام بهذا التعهد، وأن ما يقوم به موظفو الأمن العام، هو بناء على تعليمات لديهم. وهذا ما أكده رئيس مكتب مجلس كتاب العدل في لبنان منتقداً هذا التدخل في الأحوال الشخصية، وحقوق الأفراد في هذا المجال.

واستكمالاً لما ورد في دفتر الوجع العربي، قالت السيدة مها أبو نجم وهي مسؤولة توثيق توكيلات تابعة للدولة «إن الشاب السوري، كتب هذا التعهد، بكامل إرادته، بناء على طلب من الأمن العام» لاحظ معي هنا «بكامل إرادته، وبناء على طلب من الأمن العام» ويا للهوان!

أدرك ما جرى زمان، أيام الأسد الأب والابن، من انتهاك لسيادة لبنان، وكنت هناك عندما كانت صورة الأسد تعلق على كل الجدران، لكن أن يصل الأمر إلى حد منع الحب العربي في المصانع والبيوت، فتلك بداية الطوفان!.

ما أعرفه ويعرفه كل عربي أن لبنان حتى الآن، ورغم كل ما جرى فيه وله، قابض على عروبته، ويعتز بل ويتيه بها في كل مكان.. أتحدث هنا عن لبنان بمسلميه ومسيحييه، وعن العروبة الحقة النقية من عبث سماسرة طهران!

ويقول نبيل الحلبي رئيس المنظمة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان: إنه راجع الأمن العام للسؤال عن صدور تعليمات جديدة تتعلق بمنع الحب والزواج بالنسبة للمقيمين، وكان الرد «لا جديد». وفي ضوء ذلك يرجح اللبناني الحلبي أو الحلبي اللبناني وهذا هو اسمه، أن تكون هناك تصرفات من أمنيين في الأمن العام، خارج إطار القانون.

لن أتحدث هنا عن عمق الجراح، وعن قيم النخوة العربية منكسرة الجناح، لكني أخشى أن تتفشى هذه الروح.. وحتى وإن كانت بين نفر من أمنيين يعملون خارج إطار القانون!

بل لن أتحدث كذلك عن القيم والأصول، لكني سأترحم على ذلك الزمن الجميل، الذي كان يمنح العربي - أي عربي - حق الإقامة في القلوب قبل البيوت والحقول!

ثم أي قانون هذا بل أي تعليمات تقضي بمنع الحب بين سوريا ولبنان، أو بين القاهرة وعمان، فيما يسمح للشباب العربي بالزواج من إسرائيليات؟!

، أخشى والحال كذلك، أن يصبح الإخوة أعداء، بحيث تتحول الميادين بل الأنهار العربية إلى برك دماء تتأذى منها أرواح الشهداء!، أخشى أن يكون المقصود هو الحب العربي بحيث تعلق له المشانق، وبحيث تتحول حدائق النخوة العربية إلى أشواك وحرائق!

وياأيها الوجع العربي في الزمن الذي لم يعد يطاق، توقف عن خطف قيثارات الأمل من يد العشاق!

انتبهوا جيداً! فالمدن العربية التي تحتلها البغضاء، وتموت فيها قيم الحب، وتحرق فيها قصائد الشعراء، لن يسكنها ويهنأ بها سوى الصهاينة من خفافيش الدم الحمراء!، المدن التي لا يسمح أو يسمع فيها نبض في القلب المحموم، يتجول فيها الإرهاب المسموم! المدن التي تمنع قيم الحب، ينتشر فيها ذباب الكُره.. كالطاعون!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store