Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

الأماني الجميلة تكفي!

إضاءة

A A
وفقًا لما ورد في الخبر الوارد من جامعة العرب، فإن اللجنة العربية الوزارية الخاصة بمواجهة المخططات الإسرائيلية في القارة الإفريقية، قد بحثت خطة العمل لمواجهة التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا.. وقد عقد ذلك الاجتماع، برئاسة وزير الدولة السعودي للشؤون الإفريقية أحمد قطان، وعضوية كل من وزير الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطيني رياض المالكي، والسودان ولبنان على مستوى المندوبين، وبمشاركة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، ورئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، والأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي.

لن أقول هنا إنه يكفي اللجنة، بل الجامعة كلها بطاقمها ولجانها وأمينها العام أن تتصدى أو تبحث التغلغل الإسرائيلي في الدول العربية، فهذا موضوع بل هاجس آخر يظل مشتعلاً طوال العام والأعوام المقبلة، بل إنني لن أقول إن الأماني وحدها لا تكفي!

أقول بضمير مستريح: إن الأماني الجميلة في حالة التغلغل الإسرائيلي قد تكفي مشتعلة في النفوس الخصبة التواقة والمتعطشة للعودة.. عودة الحق لأصحابه هناك في فلسطين.. وتزداد أهمية الأماني الجميلة في هذه السنوات الحالكة، التي تشابكت فيها المصالح وتعددت فيها الأهداف والغايات، قبل أن تصب كلها على رأس العرب والمنطقة العربية.. ليس في فلسطين وحدها التي يودون نزع عاصمتها منها، وليس في العراق الذي حاولوا نزع عروبته منه، وليس في سوريا التي حاولوا ويحاولون حرقها كلها.. بل ليس في لبنان وليبيا واليمن، وإنما في كل الدول العربية!

هكذا مع تكالب الأمم علينا، ووحدة الأطماع فينا، يصبح من الجائز أن نرحب بمجرد الأماني الجميلة، على أمل تحقيقها قريبًا، فإن لم يُوفَّق هذا الجيل، جاء جيل آخر، حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً!

زرت إفريقيا من غربها لشرقها ومن شمالها لجنوبها، وشاهدت ورصدت وكتبت عن التغلغل الإسرائيلي مبكرًا.. منه ما يأتي عن طريق سلسلة من الفنادق الفاخرة، كما حدث في نيجيريا، ومنها ما جاء على شكل تعاون في مجال السدود والأمن المائي الذي يتحول إلي الأمن الرئاسي كما حدث في إثيوبيا في التسعينيات، ومنها ما يأتي على شكل شتلات زراعية كما حدث في أكثر من دول عربية!

والحق عندي أن إسرائيل لا تغرس في أي بلد تتوجه إليه أو تتوغل فيه شتلة أو غرسة طيبة!

لقد بات من الثابت أن كل الشتلات الإسرائيلية التي تغرسها أو قل تحقنها في أي أرض، إنما هي شتلات مهرمنة أو مسرطنة.. قد تعطيك في البداية شكلاً وحجمًا كبيرًا وساطعًا، لكنه يحمل من المرض ما يكفي لهلاك حقول وحدائق وغابات وشعوب!

وغالبًا ما يكون الخبير أو الخبيرة الإسرائيلية مهذبًا تمامًا وماهرًا في عمله لدرجة العشق، ولِمَ لا؟ إنه يعشق بلاده القائمة على أنقاض دولة عربية مازالت حية! وهو مطيع دائمًا ومنظم وعملي في طريقة التفكير والتنفيذ! ليس في المجال الزراعي والمائي والسياحي فقط، وإنما في كل القطاعات، ثم إنه عنده شركات عالمية كبرى في أمريكا والدول المتقدمة، فإن كنت تخجل من النجمة السداسية فهناك أعلام ولافتات أخرى.. لا عليك.. سلمنا كل شيء وسننجزه كما تريد وفي الوقت الذي تحدد!

لن أتحدث عن عالم الجاسوسية التقليدية فقد انقضى هذا العصر أو كاد، إنه التغلغل جهارًا نهارًا من خلال أجهزة الكمبيوتر والموبايلات والتلفزيونات وربما البوتاجازات خاصة مع اهتمام إسرائيل بالغاز استيرادًا وتصديرًا.

في ضوء ذلك، تصبح مجرد الأماني الطيبة في المواجهة جميلة ونقية، شريطة أن تظل متقدة في القلوب والعقول، وهي كذلك بإذن الله إلى الأبد!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store