Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

بريطانيا أحبت «صلاح» والعنصرية قتلت «مريم» !

عشت سنوات في بريطانيا، وأعلم ما يصدر من بعض الجماعات من حمق ومن عنصرية مريضة، لكني في الوقت نفسه لم أجد بلداً أوروبياً بهذه السماحة مع كل وافد من بلاد العالم! أقولها وأنا أستذكر معكم قصة مريم، وغيرها من قصص غامضة، لكن حب الإنجليز للحقيقة ولمحمد صلاح، سيعجلان بظهور النتائج ومحاسبة المجرمات

A A
لا يمكن لعاقل أن يشك لحظة في حرص السلطات البريطانية على نزاهة التحقيق في مقتل الفتاة المصرية، التي راحت ضحية لهمجية أو عنصرية 10 من فتيات نوتنجهام السود أو البيض لا فرق!، كما لايمكن لعاقل أن يتصور أن رد الهدية التي قدمتها مصر للشعب البريطاني، يكون بقتل زهرة جميلة من زهرات مصر!.

أما عن هدية مصر فجاءت على شكل فتى مديدٍ في قامته مثل رمح، وجميلٍ في طلته مثل صبح، اسمه محمد صلاح، وأما عن الرد غير المتعمد وغير المقصود فقد جاء على شكل نعش لوردة مصرية جميلة اسمها مريم!.

لقد سافر الاثنان بحثاً عن العمل والأمل في مستقبل مشرق، وتشريف لدولة وأمة، وعندما شقَّا طريقهما وصل صلاح للهدف المنشود، وسجلت مريم نفسها في قائمة الحلم الموءود!.

على أن المؤسف والمؤلم في حالة محمد صلاح أن «سجدته» مع كل هدف لا تعجب البعض..بعض المصريين، وأن «لحيته» تزعج هذا البعض، بدعوى أنه ينفِّر المشجعين منه، ومن ثم لابد من إعادة النظر في السجدة، وضرورة حلق اللحية!، ويزداد المشهد ألماً أو عبثاً أن يصدر هذا الطرح الفج، ليس من مشجع جاهل متعصب، وإنما من أصحاب أقلام كبار!.

هكذا وفيما كان أطفال بريطانيا وشبابها يصفقون ويهتفون للفتى المصري الذي سيطر على القلوب، كان مصريون يهاجمون «السجدة» و»اللحية» وكان البريطانيون يقابلون صاحبهما بالأهازيج والأناشيد، التي وصلت الى حد ترديد عبارات تقول» طالما كان دين صلاح هو الإسلام فنحن نتمنى أن نكون مسلمين»!

الفرق بين صلاح اللاعب الفنان والإنسان الخلوق، وصلاح الآخر، هو أن الأول خرج من مصر متدثراً بعباءة الوطن وحب الدين، وصوت بلال وجواد صلاح الدين، فيما الآخرون في ظلمهم وجهلهم وتعصبهم وتطرفهم يعمهون!

من حسن الطالع أن صلاح الذي يحيل الملاعب إلى حدائق، ويحيل المدرجات إلى صياح وصداح، لا يعبأ بهذا السفه، ويمضي كل مباراة بسرعة الرياح، مجسداً ملحمة مصرية عربية للبطولة والعزيمة والإخلاص والكفاح!.

من حسن الطالع أن «أبي مكة» لا يقرأ المقالات التي تمتلئ بالنباح، ويمضي في كل لقاء مستهدفاً لمسة جمالية تكون قصة ثابتة لجرائد الصباح!.

من لطف الله وكرمه، أن «أبي مكة» الذي يحتفظ بدعاء الأم والأخت والخالة والعمة، لم يكن يعرف أن صورة «بيليه» المرسومة على قميصه، ستقوده الى ملاعب الإيطاليين والإنجليز بحيث يتهافت الجميع على ضمه!.

من ستر الله، أن صلاح بعد مقالات السفه، ظل يمرق كالسهم مثل سلاسل الريح، محرزاً هدفه، وساجداً لربه، وتاركاً الهلوسة الفارغة في كل قلم كسيح!.

أعود لزهرتنا مريم ضحية العنصرية الحقيقية، فأقول إن من مآثر شقيقها صلاح أن تكون جدية التحقيق والانتهاء منه سريعاً وإعلان النتائج، مرتبطة باسم لاعبنا الفذ في كل حديث، والقاسم المشترك هو مصر التي تهدي العالم في كل فترة هدية تصيبهم بالذهول، وهو نيل مصر الذي يقاوم ببسالة نادرة حتى يفيض بمائِهِ في كل الحقول!.

عشت سنوات في بريطانيا، وأعلم ما يصدر من بعض الجماعات من حمق ومن عنصرية مريضة، لكني في الوقت نفسه لم أجد بلداً أوروبياً بهذه السماحة مع كل وافد من بلاد العالم! أقولها وأنا أستذكر معكم قصة مريم، وغيرها من قصص غامضة، لكن حب الإنجليز للحقيقة ولمحمد صلاح، سيعجلان بظهور النتائج ومحاسبة المجرمات.

كان محمد صلاح يتسلم الجائزة تلو الأخرى، إيذاناً بحصد كل الأوسمة والنياشين، وكنت أردد وأنا أستمع لدعاء الشيخ عائض القرني لأبي مكة عقب إحرازه الأهداف الأخيرة الأربعة، مشبهاً إياه بالداعية: آمين أمين آمين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store