Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

زيارة محمد بن سلمان لأمريكا: رؤية شمولية

أي أن حرص سمو ولي العهد على أن تأتي نتائج زيارته لأمريكا شاملة كافة مناشط الحياة، الاجتماعية، والاقتصادية، الثقافية، السياحية، والترفيه، وتنمية قدرات المواطن السعودي، إلا أنها لم تهمل قضايا الأمة العربية والإسلامية والعالمية خصوصاً تلك المتعلقة بالإرهاب

A A
في مقال الأسبوع الماضي تناولت أهم ما ورد في حوار ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، لقناة CBS بالنسبة للنساء السعوديات، كنوع من الانحياز النوعي، مع أن هذه الزيارة التاريخية لولي العهد لأمريكا، أكبر من النظرة الأحادية، لتعدد أهدافها وتنوع مراميها، وتستدعي منا نظرة أكثر شمولية، حتى بالنسبة لمن يحصي عائدها الوطني وأنها لدعم رؤية 2030، في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتنمية والتعليم، لأن زيارة ولي العهد وتواصله المباشر مع العديد من القوى المؤثرة سياسياً واقتصادياً، سواء من أعضاء الكونجرس أو المسؤولين السابقين أو الحاليين، يفتح باباً لتفهم قضايا منطقتنا المتوترة والمتأزمة بالصراعات والتدخلات الإيرانية، والعدو الأزلي «إسرائيل»، أي أن الزيارة تمد نتائجها الإيجابية في كل اتجاه في شرقنا المتوسط.

أي أن حرص سمو ولي العهد على أن تأتي نتائج زيارته لأمريكا شاملة كافة مناشط الحياة، الاجتماعية، والاقتصادية، الثقافية، السياحية، والترفيه، وتنمية قدرات المواطن السعودي، إلا أنها لم تهمل قضايا الأمة العربية والإسلامية والعالمية صوصاً تلك المتعلقة بالإرهاب، العدو الأكبر للإنسانية، والجماعات المتطرفة التي اخترقت أمن الوطن العربي وضربته في مناطقه الحيوية، كالتعليم المنطقة الأكثر خصوبة لاستنبات الأفكار، فبذروا في تربته بذور الأفكار الضالة التي تدعو إلى العنف والتطرف.

تطوير التعليم في المملكة العربية السعودية، يأتي كأولوية لدى سموه، لذلك شهد سموه توقيع اتفاقيات مع جامعات من أبرز وأعرق المنشآت التعليمية في العالم وتحتل مراكز متقدمة في التصنيفات الدولية، كجامعة هارفارد في ولاية بوسطن، كذلك اهتم بزيارة جامعة ماساتشوستس للتقنية المعروفة اختصاراً باسم (MIT) وأعلن توقيع 4 اتفاقيات خلال زيارته لبوسطن حيث مقر الجامعة الرئيسي، وجامعة نورث ايسترن، وغيرها من الاتفاقات التي تساهم في نقل التجربة التعليمية الأمريكية إلى عقول أبنائنا التي لا تقل نبوغاً وذكاء عن عقول الأمريكان أو الأوروبيين، ولكن الطريقة التعليمية المحنطة التي نقلت لنا كما هي من دول تعاني من تدني مستوى التعليم، بالإضافة إلى هيمنة الفصيل الإخواني المتطرف الذي جاءنا هارباً مستجيراً من استبداد جمال عبد الناصر في مصر وحافظ الأسد في سوريا، فأُعطي الأمان والدعم المعنوي والمادي لكنه كان ممسكاً بخنجر الغدر خلف ظهره، استغل حسن الضيافة، وسلامة النية فعمل على تشويه مناهجنا وبذر بذور التطرف في مدارسنا، وأصبح تعليمنا مخترقاً جهاراً نهاراً، وعلى عينك يا تاجر، لكن لا أحد كان لديه الجرأة لرفع الصوت والجهر بالخطر الكامن في مناهج التعليم. لكن ولي العهد وضع يده على مكمن الداء، وأدت فكرة اجتثاث الفكر الإخواني من التعليم، إلى اعتراف وزير التعليم د.أحمد العيسى بأن: (فكر الإخوان غزا نظامنا التعليمي)، كما أعلن عن حملة أو مبادرة تحت عنوان (التعليم يحارب الأفكار المنحرفة) وأعلن عن عدة خطوات؛ إعادة صياغة المناهج، تطوير الكتب المدرسية، وتنقيحها من الأفكار المنحرفة، حتى المكتبات المدرسية والجامعية ستعمل الوزارة على منع الكتب المحسوبة على جماعة الاخوان.

لا أحد ينكر الإمكانيات الأمريكية في كل مجال، كما أن كلمتها في مجلس الأمن توقف حركة الطير كما يقولون، وتنهي كل المساعي الجادة لإنهاء أي قضية، لذلك تأتي هذه الزيارة السعودية الأمريكية لتقريب وجهات النظر حول مجمل قضايا المنطقة كالقضية الفلسطينية، التي يتاجر بها البعض، بينما تمتد أيديهم من خلف أصواتهم لبناء جسور العلاقات الودية والحميمة بينهم وبين إسرائيل. إيران وتخصيب اليورانيوم، والإرهاب الذي حول المنطقة إلى بقعة دماء كبيرة تشوه خارطة العالم، حتى لحظة كتابة هذا المقال لم تبرد دماء شهداء الإسكندرية بمصر الحبيبة ولم يهدأ أنين مصابيها.

الاستثمار في كافة المجالات خصوصاً المجالات الحيوية التي تحقق أهداف الرؤية؛ الإلكترونيات والصناعات الدفاعية، وغيرها من مجالات التصنيع التي نعتمد على منتجاتها دون امتلاك أي خبرة لتصنيعها، أرى أننا في الطريق إلى تحقيق أحلامنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store