Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

شوارع المستشفيات!!

A A
لو كان هناك مؤشّر لأسوأ الشوارع الواقعة مباشرةً حول المرافق العامّة لاحتلّت شوارع مستشفياتنا الأهلية موقعاً مُتقدِّماً فيه، ممّا يُشار إليه بالبنان لكن بالطبع مقلوباً باتجاه الأسفل!.

مرورياً، تلكم الشوارع هي الأكثر ازدحاماً، والأفظع تكدّساً، آناء الليل وأطراف النهار، سواءً الشوارع الرئيسة منها أو الفرعية، بسبب النقص الكبير في عدد مواقفها المُخصّصة للسيّارات، والتصاق الأحياء السكنية بها نتيجة للتخطيط البلدي السيىء، والمُراجِع المحظوظ، الصحيح أو المريض، هو من يعثر على موقف يتيم بالصُدفة التي هي خير من ألف ميعاد، وتتمثّل في خروج أحد المُراجِعين الذين سبقوه بالمراجعة من موقفه بِشِقّ الأنفس!.

والمواصفة الهندسية العالمية التي تفرض عدداً مُعيّناً لمواقف سيّارات المُستشفيات يُناسب عدد سُرُرها وعياداتها وزائريها وحجم مرافقها قد خُسِفَ بها وبدارها الأرض لدينا، والوضع لا يتحسّن البتّة، بل يُمْعِن في السوء!.

وإنشائياً: لقد حَبِلَت هذه الشوارع بالعيوب، وبلغت الشهر التاسع في حملها، في أسفلتاتها وأرصفتها ومماشيها وخدماتها، وكلّ ما له علاقة بها من قريب أو بعيد!.

وبيئياً: فحدِّث مثل حديث شهرزاد يستمرّ للصباح ولا حرج، فالنفايات الطبية ومُخلّفات علاج المرضى تتجمّع في حاويات الشوارع البلدية، جنباً إلى جنب مع النفايات العادية، وقليلٌ من المستشفيات يتعامل مع النفايات بطريقة علمية سليمة، وكأيّن من عابر سبيل يمرّ بشوارع المستشفيات فيلتقط معه عدوى كم مرض، ثمّ يتعالج بتكلفة فاحشة في نفس المستشفى الذي التقط من شارعه المرض، وهكذا تتسبّب مستشفياتنا في إمراض الناس وتتولّى معالجتهم في نفس الوقت، في ظاهرة نادرة على مستوى العالم!.

وجهاتنا المعنية تتفرّج على الوضع، كمن يتفرّج على فيلم وثائقي مُثير في قناة (Discovery Chanel) من باب المتعة والفضول والأكشن، وهي بالطبع الجهات البلدية والمرورية والصحية، ولا تتدخّل لإصلاح الوضع، وكأنّ المستشفيات الأهلية فوق القانون، أو هي مُحصّنة ضدّ تطبيق القوانين، والعاقبة هي مناظر غير حضارية وغير سارّة على الإطلاق، نشاهدها كلّ دقيقة وساعة ويوم حول المستشفيات المُفترض أن تكون قدوة للنظام والرُقيّ والنظافة والتحضّر والهدوء!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store