Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الشباب ومشروعات رمضان

A A
رمضان أرض خصبة للعديد من المشاريع الفردية سواء كانت في المجال الصحي أو المجال الاجتماعي أو المجال الاقتصادي ولذلك يعمد بعض الشباب والشابات لإطلاق مشاريعهم الصغيرة في رمضان لأن طبيعة شهر رمضان تعتمد في كثير من جوانبها على الاستهلاك وكثير من هذه المشاريع عبارة عن منتجات أو خدمات تكثر الحاجة لها في رمضان، غير أن البعض وللأسف يعمد إلى التقليد والتكرار في أفكار المشاريع فإن رأى مشاريع غذائية ناجحة حرص على تقليدها وتكرارها وإن رأى مشاريع أجهزة الكترونية قام بتقليدها وإن رأى مجالات أخرى عليها إقبال معين من قبل الجمهور عمد إلى تكرار تلك المجالات دون دراسة جدوى معمقة أو بحث تسويقي أو تأكد من ملاءمة المشروع للسوق بحجة أن الآخرين نجحوا.

بعض الشباب والشابات من أصحاب هذه المشاريع يرى آخرين نجحوا في مشاريعهم فيعتقد بأنه إن كرر نفس المشروع ولو في موقع آخر فسيجد نفس النجاح، وتكرار أمثال هؤلاء لمثل هذه الأفكار التجارية وهم في بداية مشوارهم التجاري وبدون سابق خبرة أو معرفة أو إدراك بوضع السوق يعرضهم لمخاطرة كبيرة ويهدد مشروعهم بالفشل في بدايته والسبب أنهم اعتمدوا في إطلاق مشروعهم على التقليد ولم يعتمدوا على الدراسة والتحليل والتأكد من نجاح الفكرة.

الدراسات تؤكد بأن نسبة 90% من هذه المشاريع تفشل في عامها الأول وعادة ما تعود أسباب الفشل إلى فقدان الخبرة وعدم وجود التوجيه والإرشاد والتدريب لأصحاب تلك المشاريع والتأكد من صحة طريقة العمل في المشروع من بدايته، وهذه إحدى أهم نقاط الضعف التي تواجه الكثير من أصحاب تلك المشاريع خصوصًا في بداياتها إذ يكون هناك اندفاع لتحقيق الأرباح والشهرة وتوسيع مجال البيع دون مراعاة لحجم المصروفات والإيرادات.

في رمضان نجد الشبان والشابات يبادرون للتنافس على المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر مثل (البسطات) والتي قد يساهم بعضها في خلق فرص عمل وخفض البطالة ورفع مستوى التجارة البينية المحلية ودعم الاقتصاد الوطني لكنها لا تزال تفتقد إلى الحاضنات التي تساهم في خفض نسب الفشل وفي توفير سبل الدعم المختلفة لإتمام المشروع عامه الأول بنجاح وجعله من المشاريع الكبرى مستقبلاً.

كثرة إقبال الشباب والشابات على المشاريع الناشئة بمختلف أنواعها يؤكد حاجتنا الماسة إلى وضع منظومة متكاملة تعنى بدعم هؤلاء الشباب والشابات وتقديم النصح والتوجيه والإرشاد لهم لتجاوز العقبات التي تعترض طريق مشاريعهم خصوصًا في عامها الأول. وبالرغم من وجود بعض المنصات المهتمة بأمثال هذه المشاريع إلا أن التواصل معها حتى الآن يبقى ضعيفًا وليس بالمستوى المأمول الذي يحمي أصحاب تلك المشروعات من الإحباط والفشل وفقدان مصدر الدخل خصوصًا في العام الأول.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store