Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

تهافت المتقاعدين يزعج الصائمين

الحبر الأصفر

A A
قَبْل أَيَّام، كَتبتُ نَاصية أَقول فِيهَا: « لَابدَّ مِن استحدَاث ضَريبَة تُسمَّى: «ضَريبَة المُتقَاعِد فِي استخدَام الجوَّال»، لأنَّ بَعض المُتقَاعدين؛ لَديهم فَرط حَركَة فِي إرسَال الرَّسَائِل، التي يَكون القَليل مِنهَا صَحيحاً ومُفيداً، والكَثير مِنها؛ إمَّا بَعيداً عَن الصِّحّة أَو مُكرَّراً، ولَا أُبالِغ إذَا قُلت: إنَّ أَحَد المُتقَاعدين يُرسِل لِي فِي اليَوم؛ أَكثَر مِن 50 رِسَالَة»..!

بَعد أَنْ كَتبتُ هَذه النَّاصية، ونَشرتُها فِي «تويتر»، تَطَايَرت الرّدُود، واشتَعَلَت نَار الفِتنَة بَيني وبَين شَرَائِح لَيسَت قَليلَة؛ مِن إخوَاني وأَخوَاتي المُتقَاعدين والمُتقَاعِدَات، لأنَّ بَعضهم ظَنَّ أَنِّي أَقصده، وأَنَا فِعلاً أَقصده، فمُشكلة بَعض المُتقَاعدين والمُتقَاعِدَات؛ بُعدهم عَن الوَاقِع، لِذَلك يَندَهشون مِن الأخبَار العَاديَّة، ويَتفَاجَأُون مِن الأَشيَاء التي لَا مُفَاجَأَة فِيهَا، ولَكُم أَنْ تَتصوَّروا؛ أَنَّ أَحَد المُتقَاعدين أَرْسَل لِي -قَبل أسبُوع- خَبراً، تَعلوه كَلِمَة «عَاجِل» يَقول: (إيقَاف صَحيفة الحَيَاة لمُدّة ثَلَاثة أَيَّام، لأَنَّها نَشرت المَقَال الفُلاني). وأَنتُم تَعرفون أَنَّ هَذه الحَادِثَة؛ وَقعَت قَبل خَمس سَنوَات، ولَكن المُتقَاعِد حِين عَلِمَ بهَذا الخَبَر، طَار فِي عجَاج الشَّائِعَات، وأَلقَى القَبض عَلَى جَوَّاله، وحَدَّد الكُلّ، وأَرسَل لَهُم الرِّسَالَة..!

أَعتَقد أَنَّ كميّة الفَرَاغ التي يُعاني مِنهَا بَعض المُتقَاعدين، وأَحيَاناً الإحسَاس بالمَظلوميَّة، وتَفشِّي التَّشَاؤم، جَعَل مِن بَعض هَؤلاء المُتقَاعدين، أَداةً مِن أَدوَات نَشر بَعض الأَشيَاء المُحبِطَة، والتَّسرُّع فِي إرسَال الشَّائِعَات التي لَا تَنفَع، بَل -الغَالِب- تَضرُّ..!

إنَّني لَستُ ضِدّ تَبَادل الرَّسَائِل، بَل أَنَا مِن المُؤيِّدين لَهَا، ولَكن بشَرطين، الشَّرط الأوَّل: أَنْ تَكون قَليلَة، بمُعدّل رِسَالَة أَو رِسَالَتين فِي اليَوم، والشَّرط الثَّاني: أَنْ تَخصّ المُرسِل، وأَعنِي بذَلك، إمَّا أَنْ تَكون خَبراً عَنه، أَو مَقالاً كَتبه، أَو خَواطِر كَتبهَا فِي لَحظةِ صَفاء ذِهني، أَو عَن نَجاح يُحقِّقه فِي أَي مَجَال مِن مَجَالَات الحيَاة..!

أمَّا الرَّسَائِل التي يَتم تَدويرها بَين النَّاس، فهِي قَد وَصلَتْ إليَّ؛ قَبل أَنْ يَتقَاعد المُتقَاعِد، وكَذلِك الرَّسَائِل التي تَبدَأ بعِبَارة: «كَمَا وَصلَني»، فهي تُوحي لَك بأنَّ صَاحبها يَدّعي أنَّه مُطّلع عَلى الأمُور، لَكنَّه لَا يُريد أَنْ يَتحمّل المَسؤوليَّة..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: أَرجُوكم يَا قَوم، حَافِظُوا عَلى بَصرِي وأَبصَاركم، ولَا تُرسلوا إلَّا المَوَاد؛ التي تُبْدِعُونهَا وتَكتبونهَا، وتَتفوَّقون فِيهَا، بَعيداً عَن القَصِّ والنَّسخِ واللَّصق.. أَمَّا الأَخبَار العَامَّة ورَسَائِل الصَّبَاح والمَسَاء، و»جُمعَة مُبَارَكَة»، فهي مَشَاعر إلكتُرونيَّة مُملِّة لَا حَاجَة لَنَا بِهَا..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store